كنت نائمًا في غابة اليانسون أطعم طيور الأمل الواقفة على نافذتي حبات من بذور الزنجبيل، عندما توالت أصوات إشارات الموبايل التي تنقل لي أخبار العالم أولا بأول.. قلت اللهم اجعله خير! عشرة أخبار تقريبًا كلها تتحدث بإيجابية متناهية عن اللقاحات الجميلة! حيث أعطت بريطانيا الضوء الأخضر للقاح شركة فايزر، ليتم استخدامه على المواطنين بشكل موسع، فيما سيتم تحديد الأولوية للفئات التي ستتلقى العلاج الأسبوع المقبل.. وحيث أعلنت وكالة الدواء الأوروبية أنها ستبت في منح الترخيص للقاح الذي طورته شركتا «فايزر» و«بايونتيك» ضد «كوفيد - 19» بحلول نهاية العام.
وفيما كنت أمسك، بقرص «الزينك»، كان الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، يعلن أن روسيا ستسجل قريبًا لقاحها الثالث ضد فيروس كورونا، مؤكدًا أن كل اللقاحات الروسية ضد كورونا فعالة.. قلت: ثلاثة؟! أحمدك يارب.
أقلب بحيوية مستمدة من قرصي «فيتامين سي» و»فيتامين دي» الذين عرفا طريقهما اليومي الى جوفي، وأنا أتناول خبر اليابان التي قررت أن توفر مجاناً اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد لسكانها البالغ عددهم 126 مليون نسمة، بموجب مشروع قانون اعتمد، أمس الأربعاء.
أتهيأ لقرص السيولة، وكلما قرأت في خلفية كل خبر ما يعكر صفو غابة اليانسون التي أسكنها الآن لليوم الرابع عشر، انتقلت لغيره، حتى أهنأ بالجزء الإيجابي منه، من قبيل التوصيات الجديدة التي صدرت مؤخرًا وتقضي بأن من 7 إلى 10 أيام تعد مدة كافية للحجر الصحي للمخالطين لمصابين بالفيروس طالما أن نتائج فحوصاتهم كانت سلبية، وذلك بدلاً عن فترة الحجر المعمول بها منذ ظهور المرض وحتى الآن والمحددة بـ14 يوماً.
ومن قبيل إعلان رئيس مشروع جامعة بنسلفانيا أن بخاخًا أنفيًا في الطريق قد يحمي من كورونا وأن «ميزة نهجنا هي أنك لست بحاجة إلى نظام مناعة كفء حتى يكون ذلك فعالاً»!
الحق أنه كان صباحًا جميلاً! صحيح أنه كله لقاحات في لقاحات!! لكنه كان مبشرًا في كل الحالات.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
