Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

دابو.. جابوا!!

A A
حَزِنْتُ كثيراً على موت لاعب كرة القدم المعتزل منذ سنين -أمين دابوـ لكنّه الموت الذي تذوقه كلُّ نفس، كان ذلك على الله حتْماً مقضيا!.

وكُنْتُ من المُعجبين بـ «دابو» وبفنّه الكروي المُمْتِع، وهو بالمناسبة أوّل لاعب أجنبي مُحترِف يُجنّس لدينا، وقد ساهم في تربّع النادي الأهلي على عرش الكرة السعودية لفترات طويلة، وله صولات وجولات مُشرِّفة مع المنتخب السعودي، لكن ليس ضمن دورات الخليج التي تقيّدت المملكة بعدم إشراك لاعبين مُجنَّسِين فيها، رغم أنّ بعض هذه الأخيرة أفرطت للأسف في تجنيس اللاعبين الأجانب وما زالت!.

وكان دابو موهوباً بالفطرة مُذّ كان في النادي الإسماعيلي المصري الذي يُعرف بالدراويش، ولم يكن ينافسه لدينا في المهارة والتهديف سوى نجم الكرة السعودية الكبير ماجد عبدالله!.

وكانت الجماهير المصرية والسعودية تُطرب عندما يلعب دابو، خصوصاً عندما يُرقِّص خصومه بمراوغاته الجميلة، وليست الجماهير هي الوحيدة التي تُطرب بسببه بل حتّى معلّقو المباريات في التلفزيون، ومنهم المعلّق الراحل زاهد قدسي الذي كان يُردّد بلهجته المكيّة الجميلة عبارة «دابو.. جابوا» بمعنى أنّ دابو جاء بالهدف وأحرزه للنادي الأهلي!.

وأذكر عندما قَدِمَ دابو مع النادي الأهلي لمدينة الطائف حيث كنتُ أسكن في بداية المرحلة الدراسية الثانوية كي يلعب ضدّ نادي عكاظ، أنّني تجمّعْتُ مع أصدقائي عدنان حريري ومحمّد ساعاتي وأسامة الياور أمام الفندق الذي سكن فيه النادي الأهلي لمشاهدة دابو عن قُرْب دون غيره من اللاعبين، وقد شجّعته جماهير الطائف رغم لعبه ضدّ ناديهم المحلّي الذي هُزِم آنذاك بِكَمٍّ كبيرٍ من الأهداف!.

رحم الله أمين دابو، وأسكنه فسيح جنّاته، وهو من لاعبي الزمن الجميل الذين أخلصوا لكرة القدم أكثر من إخلاصهم لجمع الأموال، ولولا أنّ القدر ساقه إلينا لكان مُهيأً للاحتراف في أوروبّا فقد كان بِحَقّ لا يقلّ موهبةً عن لاعبيها الأفذاذ!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store