Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

لتنتهي مشكلات الميراث

A A
الموضوع الثاني الذي وعدتكم به وناقشته مع أخي الحبيب محمد في الأجواء الروحانية للمدينة المنورة بأنوار المصطفى صلى الله عليه وسلم هو مشكلات الميراث التي أشغلت المحاكم، وبطبيعة الحال هناك من المتوفين من رأس مالهم متوسط وأيضاً هناك ضعيفو الحال ومن المتوفين مَن رؤوس أموالهم كبيرة وضخمة ولها تأثير كبير على اقتصاد البلاد في حال تعطلت أعمال تلك الشركات والمنشآت والمؤسسات، وقد شاهدنا أمثلة لخلافات الورثة أدت لتوقف مصانع عن الإنتاج وفنادق عن تقديم الخدمة ومستشفيات تعطلت ولم تعد تستقبل مرضى، وهذا واقع في المجتمع، وأشغل خلاف الورثة المحاكم وولاة الأمر سنوات طوالاً وبعضها تُحل والبعض الآخر لا ينتهي إلى اتفاق.

والمقترح مع سهولة إجراءات حصر الورثة وقاعدة البيانات الموجودة عن كل شخص في أنظمة الدولة وأجهزتها وإداراتها المختلفة هو أن تُنشأ هيئة مثلاً تسمى هيئة توزيع أو تقسيم الميراث بعد حصره من الجهات المعنية وما يعنينا هو ما يوجد داخل نطاق بلدنا الحبيب أما ما هو خارجها فلا شأن لنا به .

وبمجرد أن تتم الوفاة وتسجل رسمياً على جهاز المستشفى أو ما كان فيه بلاغ الوفاة ويكون مرتبطاً بكل الجهات المعنية: أحوال مدنية، وزارة العدل، جوازات، وزارة تجارة، وزارة موارد بشرية، وزارة الصناعة، بنوك، تتوقف جميع المعاملات وتحول جميع المعلومات الى جهاز الحاسوب للهيئة المزمع إنشاؤها وتنشأ الهيئة قاعدة بيانات للمتوفي ويراجعها وكيل الورثة إن ارتضوا لهم وكيلاً وإلا يراجعها شخصيا من كان منهم يريد إنهاء إجراءات الورثة بنفسه بعد أسبوع من الوفاة ويحدد كل منهم رغبته في الميراث، يتقاسمونه أو يعاد تقسيمه بشراكة البعض وتصفية البعض الآخر، وتثمن العقارات والشركات وتقسم بينهم بما يرتضيه الكل وإن حصل خلاف نقدّم حكم الشرع في تقسيم الورثة بالإجبار، وتشرف الهيئة على ذلك ومن يرفضها تحفظ أمواله في بيت المال وليس لرفضه قيمة أبداً. وإن وجد من الورثة قصّرٌ توضع آلية تحفظ حقوقهم.

من شأن هذه الهيئة أن تقضي على عضل النساء في الميراث وكم نرى من قضايا في المحاكم أشغلتها سنوات ولا تُحل ومنهم من يعد بالتقسيم ولا يوفي بالوعد وتعاد القضية مرة أخرى وهكذا، أو تكون هناك تقسيمات لا ترضي الله عز في علاه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ويكون البعض مغبوناً وما أكثر غبن النساء في هذا الأمر وخاصة إذا ما تعددت الزوجات وكان هناك أبناء وبنات غير أشقاء وحتى مع الشقيقات والأشقاء نجد مشاكل.

وقد أتاني مقطع يوتيوب قصير للشيخ سعد العتيق تحت عنوان تأخر قسمة الميراث زلزال يهدم العلاقات الأسرية وقد أبدع في قوله ونصيحته.

أعود وأكرر نحن في حقبة تاريخية فيها نقلة نوعية بسنِّ أنظمة تواكب تطور دولتنا الحبيبة وفيها استقرار سياسي وأمني وفكري واقتصادي واجتماعي، لننطلق الى التقدم العلمي والمعرفي ونكون دولة رائدة في سن القوانين المتقدمة التي تواكب المرحلة القادمة، هذا ما أتأمله ويأمله الجميع تحت قيادة الحزم خادم الحرمين الشريفين والعزم والهمة ولي العهد الشاب الطموح، وسوف نرى الكثير من التطور والتطوير المخزون في فكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

رسالة:

ماذا قصد البصيري حين قال

إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي **** عفواً وإلا فقل يا زلة القدم.

بداية هناك أمور ومطالب لا تطلب إلا من الخالق وهناك أمور ومطالب وضع الله بحكمته أنه يمكن أن تطلب من المخلوق وهم أسباب في عطائها والله مسبب الأسباب والله سبحانه وتعالى وضع بعض أمور الخلق يوم القيامة بيد الحبيب صلى الله عليه وسلم ومنها لجوء الخلق له صلوات ربي عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة الكبرى مع بدء الحساب.

وليس بكافر من قال إن اللجوء له صلى الله عليه وسلم نجاة من هول يوم القيامة العصيب وأيضا المولى عز وجل جعل الجنة بجميع أبوابها لا تفتح إلا لنبينا المصطفى المختار صلوات ربي وسلامه عليه والكل بمعيته فلا ضير في قول البصيري البيت السابق وإلا يا زلة القدم، إن كانت الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وكثرتها تنقذ من يتعثر على الصراط المستقيم يوم القيامة وهذا ثابت بحديث عنه صلى الله عليه وسلم صحيح فما بالك بشرف أخذه بيدك لدخول الجنة، شرف ما بعده شرف.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store