Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

شكرًا لبلد الجمال النمسا تسمح لزهرتين بارتداء الحجاب!

كورونا

A A
من ملايين المسلمين الوسطيين المحبين للعدل والمساواة شكرًا للنمسا بلد العدل والمساواة والجمال.. من الإسلام السمح النبيل والقيم الأنبل شكرًا للنمسا البلد الأجمل.. ففي وقت يتصاعد فيه اليمين المتطرف بكل ما فيه من عداء للآخرين، وفي وقت يحيط الاتهام بالإسلام من كل صوب، وقف قاضي المحكمة الدستورية ليلغي قانونًا أُقر العام الماضي، وينص على حظر ارتداء الفتيات لغطاء الرأس في المدارس الابتدائية، مؤكدًا أنه غير دستوري وتمييزي، وأنه يتعارض مع مبدأ المساواة فيما يتعلق بحرية الدين والمعتقد.

نبارك للطفلتين اللتين طعن والداهما في القانون الذي كان يمنع الفتيات اللواتي تبلغ أعمارهن أقل من 10 سنوات ارتداء الحجاب في المدرسة، ونناشد أقرانهن في كل المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية أن يكن زهرات جميلات جمال الإسلام، ويكن سفيرات متسامحات سماحة الدين القويم.

في النمسا التي زرتها عام 2011 كانت رياح اليمين تهب من كل اتجاه! ورغم أن المناسبة كانت افتتاح مقر مبنى الحوارات والحضارات، فقد خرجت مجموعة صغيرة في الشارع معلنة رفضها الصريح لأي حوار! ثم كان ما كان وظهر قانون مايو 2019 حيث استفاد المطالبون بإقراره من التحالف الحكومي حينها بين حزب الشعب من يمين الوسط وحزب الحرية اليميني المتطرف، قبل انهيار هذه الحكومة بسبب فضيحة فساد.

أتذكر كيف مضى الخطاب التحريضي الكريه، بموازاة بوادر خطاب آخر من داخل بعض الدول العربية والإسلامية، يخلط بين الإسلام والتطرف، وبين المسلمين المسالمين المتسامحين وداعش، باعتبار أننا كلنا بدءًا من صحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتحديدًا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، حتى الآن أمة من الدواعش! سمعتها وأقسم أنني سمعتها من صاحب قلم يدعي الدعوة الدائمة للحرية والليبرالية!

ثم جاءت ظاهرة الهجرة «غير الشرعية» كما يسمونها، والتحذير من «مجتمعات موازية»، ويصبح الإسلام والمسلمون دائمًا ووحدهم في دائرة الاتهام، ويصبح عنوان الهجوم هو الحجاب، قبل أن تظهر الرسوم المسيئة لسيد البشر أجمعين!

أتذكر هنا بفخر شديد يوم كلفني الأستاذ عثمان العمير رئيس تحرير الشرق الأوسط في أوج انتشارها العربي والأوروبي، بالتوجه من باريس لجرينوبل في فرنسا، لأكتب تقريرًا عن الفتاة الجزائرية شهرزاد التي منعوها من دخول المدرسة بسبب الحجاب، فتجمع حولها عشرات الزميلات الفرنسيات من كل الأديان تضامنًا وتعاطفًا معها قبل أن تسمح المدرسة لها بالدخول بقرار أو بقانون مماثل..

يقينًا لو كنت مكان والد الطفلتين النمساويتين الآن، لحملتهما باقتي ورد، تهديانها لزميلاتهن من مختلف الأديان!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store