نجاح المملكة في التصدي للجائحة

بكل تأكيد نجحت المملكة العربية السعودية في السيطرة على هذا الفيروس كورونا المستجد وكبح جماحه بعد الاحترازات المشددة والإجراءات الاستباقية. ونتذكر عندما ظهرت أول حالة إصابة بهذا الداء الخطير في ٢ مارس ٢٠٢٠ وكيف تعاملت السعودية بكل ثقة، وكنت كتبت بأنه على مدار الثلاثين سنة الماضية زادت حالات تفشي الفيروسات القاتلة وأصبح انتشارها سريعاً وأحدثها فيروس كورونا الذي انتشر بالصين وانتقل إلى مئات الدول الأخرى وفرضت البلدان التي انتشر فيها هذا الفيروس الحجر الصحي على الأماكن التي تفشى فيها، فهو إحدى أهم الوسائل التي تفرضها الدول الحديثة للحد من انتشار مثل هذه الأمراض الوبائية.

وبقرارات استباقية ومتوازنة وبفضل الله ومن ثم القيادة الحكيمة والموفقة تمكنا من مكافحة هذه الجائحة ولم يكن هناك تفرقة بين المواطن والمقيم كانوا سواء فكانت النظرة حماية الأرواح وهذا ما شهد به العالم أجمع، وشكلت بنجاحها منعطفاً هاماً تحدث عنه القاصي والداني، وبعد أن انتشر هذا الداء (كورونا) اتخذت المملكة العربية السعودية الإجراءات والاحترازات الوقائية حفاظاً على المعتمرين وزائري المسجد الحرام والمسجد النبوي وحتى تحمي الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأعلنت رئاسة شؤون الحرمين جملة من الإجراءات الوقائية منها: إغلاق الحرمين الشريفين بعد انتهاء صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل صلاة الفجر بساعة، وإغلاق صحن المطاف حول الكعبة المشرفة والمسعى بين الصفا والمروة طوال فترة تعليق العمرة، وتكون الصلاة داخل المسجد فقط ومنع دخول المحرمين للمسجد الحرام والساحات المحيطة به، وإغلاق المسجد القديم في الحرم النبوي الشريف بما فيها الروضة الشريفة ومقبرة البقيع وعدم السماح بالاعتكاف والافتراش أو إدخال الأطعمة والمشروبات. وشددت المملكة الإجراءات الوقائية بإيقاف العمرة للمواطنين والمقيمين مؤقتاً. أما وزارة الخارجية فأعلنت تعليق الدخول للمملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً ومنع دخول مواطني ٧ دول انتشر فيها هذا الداء ووقف مؤقت لتنقل المواطنين السعوديين والخليجيين ببطاقات الهوية، فكل هذه التدابير الاستباقيه جعلت النجاح والسيطرة على هذا الفيروس من قبل المملكة حديث العالم.

واليوم وصلت شحنات لقاح (فايزر بيونتيك) المضاد لفايروس كورونا وبدأ التطعيم وسخرت المملكة كل الطاقة الاستيعابية للقاح ومراكز التطعيم بكل تجهيزاتها، ومن المؤكد أن هذه المكانة لم تأتِ من فراغ بل هي صنيعة إنجازات لهذا الكيان العظيم.

وهكذا هي السعودية الجديدة تسير ويتحدث عنها العالم ويقود زمام المبادرة فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله.