Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

عام 2020 أو «كوفيد 19»؟!

أمل وعمل

A A
اليوم آخر أيام العام الميلادي 2020 والذي أرتبط بجائحة كورونا المؤلمة التي كانت من أكبر كوارث العصر الحديث فقد تسببت تلك الجائحة في العديد من الأحداث المؤسفة وفي مقدمتها فقد لأرواح قرابة مليوني شخص حول العالم وتأثر الاقتصاد العالمي بشكل حاد وخسارة عشرات الملايين من الوظائف وتغير نمط الحياة بالكامل فالعالم بعد الجائحة لا يشبه العالم قبلها بأي شكل من الأشكال فقد تأثرت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية دولياً بشكل كبير.

بعض القدماء كانوا يستخدمون الحروب والكوارث كبديل للتواريخ والأزمان وبالرغم من أن اليوم هو آخر يوم في عام 2020، إلا أن مسمى عام 2020 سينافسه بقوة مسمى (عام كوفيد19) وذلك بالرغم من البدء في توزيع اللقاح قبل عدة أسابيع وتفاؤل الجميع بأن يكون العام القادم 2021 عامًا أفضل من العام الماضي إلا أن آثار «كوفيد 19» لا تزال ممتدة للعام القادم والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لا تزال مستمرة وموجودة والتداعيات المرتبطة بتلك الجائحة لا تزال طاغية لتساهم في فرض المزيد من التحديات للعديد من البرامج والمشاريع خلال الفترة القادمة والتي أصبحت تتطلب جهوداً مضاعفة لإنجازها.

العديد من الكوارث كانت موجودة عبر تاريخ البشرية ولكنها انتهت وأصبحت من الماضي وواصلت البشرية مسيرتها وتقدمها وتطورها، وهكذا الحال بالنسبة لعام 2020 والذي انتهى وبقيت مرارته في حلوق الكثيرين ليس فقط لفقدهم بعض الأحبة والأصدقاء بل وفقدهم الكثير من الأهداف والآمال والطموحات والإنجازات والأحلام الجميلة والتي كانوا يأملوا في تحقيقها خلال ذلك العام.

عام كامل تخللته شهور من منع التجول الكامل والجزئي وتجنبنا مقابلة بعضنا البعض وحتى عند المقابلة توقفنا فيه عن مصافحة بعضنا وحرصنا على التباعد الجسدي وأصبحت الكمامات تغطي أفواهنا والمعقمات تلازم أيدينا وأغلقت خلاله المساجد والمدارس والجامعات كما أصبح العمل عن بعد وتوقفت خلاله حفلات الأعراس أو ملتقيات العزاء إلا في إطار ضيق واقتصرت الاجتماعات والملتقيات على التطبيقات الإلكترونية ومع كل تلك الظروف القاسية والصعبة والمعاناة الشديدة والتي هي أشبه بفيلم رعب عشناه جميعاً فإن علينا أن لا نتوقف كثيراً عند ذلك العام بل لابد من مواصلة السير والمضي قدماً لتصبح تلك الجائحة ذكرى أليمة يمكن أن تنسى وتزول ففي كل محنة منحة وفي كل أزمة تكون هناك همة وعزيمة ومقاومة للمواصلة والتفاؤل وعدم اليأس وبالرغم من جميع تلك الآلام فقد كانت هناك العديد من الدروس المفيدة والإيجابيات التي قدمتها لنا الجائحة.

نودع عام 2020 بما فيه من آلام ونطوي صفحة عام مضى ونستقبل عام جديد يسوده الأمن والأمان ونتفاءل بأن يكون عام خير وبركة ونهاية الأحزان وأن يكون غداً افضل بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store