Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الخلود.. والتفاؤل والأمل بالعام الجديد!

إضاءة

A A
في محاولة واضحة لبث روح الأمل في النفوس الخائفة أو اليائسة من كورونا في مستهل عام جديد، قالت دراسة أمريكية إن الأشخاص المتفائلين من المرجح أن يكونوا أطول عمرًا من أولئك الذين لديهم نهج أكثر سلبية في الحياة. وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الإيجابيين هم أكثر قابلية للعيش حتى سن 85 أو أكثر.

نوقن ونسلم بأن الأعمار بيد الله، وأن ما يصيب المرء لم يكن ليخطئه مصداقاً لما ورد في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن الديلمي قال: أتيت أُبيّ بن كعب فقلت له وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي!، فقال: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أُحد ذهباً في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار. قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك، قال ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك"

والمعنى أن ما حصل لك من الخير والنعم، أو الشر والنقم وما قدره الله تعالى لك أو عليك، لم يكن ليجاوزك إلى غيرك، وما قدر أنه لا يصيبك فإنه لن يصيبك أبداً.

وكان النبي الكريم يحب التفاؤل ويدعو اليه في مواقف كثيرة، بل إنه كان يعجبه الفأل الحسن كما في الحديث الصحيح، ويتفاءل بالاسم الحسن، وإذا بعث عاملاً سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ورُئِي ذلك في وجهه، واذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإن أعجبه اسمها فرح، وشوهد أثر ذلك في وجهه.

والخلاصة أننا بعيداً عن الدراسات الحديثة وقريباً منها، وقبل أن تصدر، وبعده، مطالبون بالتفاؤل والأمل في ذواتنا من الداخل، فضلاً عن بثه في نفوس الآخرين، ففي صباح كل يوم، وفي صباح كل غد قريب، ستطلع الشمس، وستشدو الطيور بالنغم الطروب.. وفي خلال العام وطالما تمسكنا بالأمل في رحمة الخالق الوهاب، سيغمر الكون الأمان، ويستيقظ الخير في القلوب.. في صباح الغد القريب، ستتحقق الأحلام، وتتواصل القفزات العلمية والطبية، الى الخلود.

ولأننا على المستوى الفردي، لا نملك من نفوسنا وأمرنا شيئاً، فلنترك العام الماضي بكل ما فيه من عيوب، ولنوقن من دواخلنا أن العام الذي دخلناه كذلك سيظل في حمى الغيوب.. ولأن ذلك كذلك، فلنسعَ ونجتهدْ، ولننعمْ ما استطعنا بأيام حب ووئام وألفة، وحسبنا أننا سعدنا بما حرصنا عليه من صلة الأرحام، ومساعدة الفقراء والأيتام.. وتحري الصدق في كل كلمة وفي كل حرف بهيج!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store