Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

قمة الإخاء والوفاء والبناء

A A
قبل أيام انتهى عام رئاسة المملكة العربية السعودية لدول العشرين الأقوى اقتصاداً في العالم وكانت تلك الرئاسة متميزة بشهادة كل قادة تلك الدول، وها هي المملكة مرة أخرى تكمل تلك الريادة بدعوتها لقادة دول مجلس التعاون الخليجي لاجتماع آخر كانت الحاجة له أكثر إلحاحاً فكانت نتائجه أكثر تميزاً كونه أعاد ترتيب البيت الخليجي ورأب الصدع الذي تعرضت له المنطقة بعد مرحلة زمنية تعرضت فيها لبعض الهزات واختلاف المواقف والاتجاهات التي أثارها وأججها بعض الحاقدين والحاسدين لدول المنطقة التي كانت تمثل الأنموذج المستقبلي للتكامل العربي المنشود، فكان هذا الاجتماع فرصة لرأب الصدع وإعادة ترتيب البيت الخليجي لتكملة مسيرته التنموية وقد تم ذلك على أكمل وجه بين قادة دول المجلس في بداية عقده الخامس. ولعل اختيار المكان الذي عقد فيه الاجتماع يحمل الكثير من الدلالات حيث عقد في عُلا التاريخ المديد والحضارة التليدة ومنطلق المستقبل الحلم لمملكة العز الذي تخطط له رؤيتنا الطموحة 2030، ويقيني أن هذا اللقاء يعد إنجازاً تاريخياً لبدء مرحلة بناء وتطور جديدة ستكون مختلفة في كافة مناحيها، فبناء الثقة بين قادة دول الخليج يعد ركيزة هامة لبناء مستقبل مشرق، وهذا ما تم فعلاً، ولعل شعوب المنطقة بعد هذا اللقاء تنتظر الكثير من الأنشطة الملموسة على أرض الواقع وهذا مايستوجب أن يحدث لبناء الثقة أيضاً لدى الشعوب كما بنيت لدى القادة، فالشعوب تنتظر الكثير من العمليات التي تمحو ما تركته مرحلة الخلاف، فعلى سبيل المثال لا الحصر تنتظر غلق كل الأبواب التي يسلكها بعض الحاقدين والحاسدين لدول المنطقة وقمع الفئات المذهبية والفئوية التي تقوم بذلك وقمع الفئات التي تتعاون مع دول معادية لبث الفتنة وسبل الأحقاد والكراهية وفتح كل المنافذ البرية والبحرية والجوية بين دول المنطقة وتيسير التنقل بالبطاقة المحلية وتوحيد العملة وتكثيف التبادل التجاري دون عوائق، كما تنتظر توجه كافة أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لخدمة المنطقة وجمع كلمتها وتضميد الجراح، وهذا الأمر تحديداً يعد في غاية الأهمية.

ومن الجانب القيمي الذي لم يغفل عنه قادة المجلس وكان له بالغ الأثر عند شعوب المنطقة هو إطلاق الملك سلمان -رعاه الله- مسمى (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح) رحمهما الله وغفر لهما.

وفي الختام ستبقى مرايا العلا قائمة لتعكس قفزات المستقبل المشرق الذي ينتظر شعوب منطقة الخليج العربي.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store