Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

معايرة واشنطن بترامب من كل مستبد ومن كل من هب ودب!

إضاءة

A A
هكذا وبسرعة بدأ «شغل المعايرة» للولايات المتحدة في أنحاء متفرقة من العالم، بسبب ما فعله الرئيس ترامب بنفسه وبها. والحاصل أنني بحثت عن مصدر المعايرة لغويًا فوجدت

مُعَايَرَةُ الْمِيزَانِ: اِمْتِحَانُهُ بِغَيْرِهِ لِمَعْرِفَةِ صِحَّتِهِ، وعايَرَ بين المكيالين مُعايَرةً وعِيارًا أي امتحنهمَا لمعرفة تساويهما، وعَيْر: (اسم) عَيْر : مصدر عارَ، وهذا هو الوصف الدقيق الذي ورد على لسان الرئيس جورج دبليو بوش!.

وفي مقابلة مع شبكة «SABC» قال رئيس دولة جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا: إن ما حدث من اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن «هو مؤشر واضح على هشاشة الديمقراطية الأمريكية». غير أنه لم يكتفِ بذلك، قائلًا: «إذا كانوا يرغبون بالفعل في تعلم شيء منا، فنحن على استعداد لتزويدهم بتجربتنا الخاصة وكيف تمكَّنا من اجتياز موقف صعب للغاية واجهنا في فجر ديمقراطيتنا»

يقيناً لو أن الرئيس الفنزويلي تشافيز على قيد الحياة لصرخ، ولو جاءت الفرصة للرئيس مادورو، لقال الكثير والكثير، شأنه في ذلك شأن زعماء كثيرين! والحال نفسه مع المجلس العسكري الذي تولى الحكم في مالي بعد إطاحة الرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا، وأصبح رئيسه الكولونيل عاصمي غويتا رئيسًا للدولة!.

لقد سمح ترامب لساسة غينيا بيساو أن يتحدثوا عن أصول الديمقراطية، حيث استقرت الأوضاع السياسية تقريبًا بعيد نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس (آذار) الماضي، وتعيين رئيس وزراء جديد في إطار جهود تشكيل حكومة توافقية تحظى بتأييد مختلف الأطراف السياسية.

وفي نيجيريا ورغم مرض الرئيس محمد بخاري وسفره المتواصل للعلاج، ورغم الحرب الضارية على «بوكو حرام» فضلًا عن مواجهة الفساد الحكومي والاستثمارات الأجنبية، يشعر الناس هناك بتفاؤل حيال مستقبل البلاد.

أتذكر هنا يوم أن تمكن أحد قراصنة المعلوماتية يعمل باسم مستعار هو KIRA قرب باريس من اختراق حساب حزب الاتحاد الديمقراطي النيجيري على تويتر، مسفهاً سياسات الرئيس ترامب وقائلًا: «أنا، محمد بخاري، أعلن اليوم الحرب على الولايات المتحدة وسياسة السيد دونالد ترامب»، وصباح اليوم التالي، قام تويتر بحذف حساب القرصان الفرنسي الذي تم إلقاء القبض عليه حين كان يأكل في مطعم كباب شمال باريس!

الآن ومع الفارق أصبحت الولايات المتحدة بثقلها وإرثها الكبير عرضة للسخرية من الجميع، ليس من خلال القراصنة، وإنما من خلال المتابعين لما يجري في الداخل الأمريكي! بل إن الموقع العالمي نفسه «تويتر» قرر بلا تردد منع الرئيس ترامب من التغريد لثبوت تورطه في أحداث الفتنة وإثارة الاضطرابات في بلاده!

أخشى والحال كذلك، أن يخرج علينا قادة حركة الشباب في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا وجيش الرب في أوغندا، ليس لمعايرة واشنطن بما حدث، وإنما لتقديم محاضرات عن أصول الديمقراطية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store