Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

الشخص السيكوباتي

A A
هو شخص معتل نفسياً، ومعقد، ويصعب التنبؤ بتصرفاته.. يشار إليه في علم النفس بمصطلح Sycophantic Personality.

وهو يجيد تمثيل دور «إنسان عاقل»، ويستخدم ذكاءه في التأثير على الآخرين، والتلاعب بعقولهم لدرجة استلابهم فكرياً، ويتلذذ بإلحاق الأذى بمن هم في محيطه.. وهو عذب الكلام، ويتقن الكذب، ولا يفي بوعوده رغم إظهار شهامته، وعندما تتأمل تصرفاته -لمدة كافية-، وتبدأ في ربطها وتجميعها وتحليلها تدرك أنه شخص مخادع.

ولو قمت بالتحري عنه من أحد المقربين له -ممن عايشه أو زامله- سيخبرك بأن حياته كانت شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال غير السوية.. و»الأنا» متضخمة لدى هذا الشخص، ولا يهمه إلا نفسه وملذاته، لكونه يشعر بأنه عبقريِ، وهو أفضل من جميع الأشخاص المحيطين به في المنظمة.

الكارثة تحدث عندما يتسلق لمنصب قيادي مهم -يعزز لديه الشعور بالأهمية- فيزيد في غروره واستعلائه، ويمارس طقوس «عبادة الشخصية» Personality Cult ، حيث يستمتع بتكوين التحالفات، واستخدام كل وسائل الدعاية والنفوذ في تفخيم نفسه.. ويساعده في ممارسة هذه الطقوس بعض الموظفين المتزلفين «المصلحجيين» الذين يستمتع بتمجيدهم له وثنائهم المفرط عليه بشكل مستمر.. ونتيجة لانعدام الضمير لديه فهو يتآمر على كل من لا يسهم في تفخيمه وتنفيذ رغباته، ولا يشعر بالذنب إذا أخطأ أو ظلم.

وملامح الشخصية السيكوباتية تظهر لدى هذا النوع منذ الصغر، نتيجة الطفولة القاسية والحرمان الذي نشأ فيه.

هذا الاعتلال النفسي يقود الشخص السيكوباتي إلى توسيع دائرة الانتقام - من الأشخاص في محيطه - لتتوسع إلى الانتقام من الأشخاص في المجتمع بأكمله.. وهذا ما يسمى في علم النفس Antisocial Personality Disorder.

ومن أهم صفات هذه الشخصية:

التصرف باندفاع والسلوكيات غير المسؤولة، المشاركة في الكذب والخداع باستمرار، انعدام الندم والخجل وتأنيب الضمير، تمركز مرضي حول الذات، حدة الطباع والتصرف بعدوانية، صعوبة التمييز بين الصواب والخطأ، تجاهل وانتهاك حقوق الآخرين وإيذائهم، مشاكل متكررة مع القانون، تجنب الامتثال للمعايير والتوقعات السائدة في المجتمع، التظاهر بحب المجتمع رغم حقده عليه في -اللاوعي ومعاداته له-.

يعاني الشخص السيكوباتي من الفوضوية في حياته الأسرية، بسبب طفولته القاسية، وبيئة الحرمان التي تربى فيها، وهو شخص محروم من الحب ويعاني من جفاف العواطف، ويجعله ذلك فاشلا في حياته الخاصة مع زوجته وأبنائه.

أنواع الشخصية السيكوباتية:

* المعتل المتقلب العاجز.. فهو أشبه بالشخص العاجز، ولكنه أناني، متقلب المزاج، ويتخلل أعماله المشاحنات وافتعال المشاكل، رغم تمثيله الاتزان والتعاطف على موظفيه، وغالباً ينساهم بعد تحقيق أهدافه.

* المعتل العدواني المتقلب في انفعالاته.. وهذا النوع أقل شيوعاً من النوع الأول، ولكنه أكثر منه سوءاً، لكونه انتهازي، ومبدأه «الغاية تبرر الوسيلة»، ويدوس على كل من يقف في طريقه.

وقد ينجح بعض هؤلاء في استخدام ذكائهم وتحالفاتهم غير الرسمية في الوصول إلى بعض المناصب، ولا يعبأ بالأخلاق والقيم، والمبادئ.

التصرفات المريضة «للسيكوباتي» لها آثار مدمرة على التعاون والعمل بروح الفريق، ونتائج كارثية على المنظمة.

** نقطة تأمل:

السيكوباتي شيطان في صورة إنسان، يستخدم ذكاءه في الشر، ويتلذذ بايذاء الآخرين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store