Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

مقومات النجاح والوصول للقمة

A A
النجاح كلمة تتردد عند كل الناس والكل يسعى لامتلاك مقومات هذه الكلمة، يقال دومًا طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ولكن هذا الطريق لابد أن يكون محفوفًا بالمخاطر والتحديات والعقبات ولن يكون مفروشًا بالورود اطلاقًا ولن يكون معبدًا باستمرار، لابد من وجود بعض الحجارة التي تعيق السير في سبيل الوصول للهدف.

كي تكون ناجحًا مميزًا في هذه الحياة ولك قيمة وباقي الأثر لابد أن تعمل جاهدًا كي تفكر وتخطط بحرفية عالية وتحلق حالمًا خارج الصندوق، هذا العصر الذي نعيش فيه لا يعترف بالتقليديين ولا من يتهيبون صعود الجبال وركوب الأمواج ومواجهتها لكن بعد التسلح بأدوات ومهارات هذا العصر.

الطريق الذي نسلكه في مشوار حياتنا إن لم نرسمه ونخطط له بأنفسنا سنكون حتمًا ضمن خطط الآخرين.. وإن لم نلتزم بمتابعة هذه الخطط وفق مؤشرات أداء دقيقة جدًا فلن نحقق أهدافنا ولن نتمكن من ترجمة الأقوال إلى أفعال وتحويل المشاريع والبرامج من مجرد حبر على ورق إلى واقع نعيشه.

المسار السريع للنجاح والوصول للقمم له منهجية عمل ورؤية واضحة وقائمة مكتوبة بخطوات التنفيذ بجدول زمني محدد يراجع كل فترة بمعدل كل أربعة أشهر للوقوف على سير النجاح في الخطة التي لابد أن نلزم النفس بالعمل بها بدقة واتقان.

التغلب على معوقات التغيير من الأمور الأكثر أهمية لتحقيق النجاح، المحبطون والحاقدون والحاسدون في كل المجتمعات لا يستطيعون تحقيق منجزات حقيقية، ويغضبون من وجود من يشعرهم بضعفهم فيحاربوهم ويضعون لهم العراقيل، ولكن كل الناجحين في التاريخ بدءًا من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام إلى العلماء والمفكرين وصانعي الحضارة الإنسانية لم يتوقفوا أبدًا عن أداء رسالاتهم والعمل بموجب ما يؤمنون به والغاية التي من أجلها خلقوا ليكون عمار الأرض وخلفاء الله فيها.. نعم قد يقتلون وقد يؤذون بالكلام تارة وبالتطاول عليهم بكل صنوف والوان العذاب والأذى، لكن القوة التي يستمدها الإنسان من خالقه تجعله لا يتوقف حتى يصل للغاية المنشودة إن كان حقًا مؤمنًا بما يعمله والإيمان قوة جبارة والأفكار التي تغوص في عقلنا الباطن وتستوطن في الوجدان تكون وقودًا لا ينفذ ويشتعل نيرانًا لا تخمد حتى نرى أحلامنا حقيقة.

بالأمس كنت اتحدث مع أخت وصديقة عن بحث التخرج الذي قدمته في السنة النهائية لي في كلية التربية قسم الفيزياء وكان يتحدث عن موضوع جديد غير مسبوق لكل الطالبات في الدفعات قبلي وهو -معجلات الجسيمات في الفيزياء النووية- في ذلك التاريخ وذلك الزمان في المدينة النبوية أتذكر جيدًا انني لم أقف عاجزة عن البحث والتحري ومخاطبة الجامعات ومعاهد الطاقة النووية في دولة العراق الشقيقة عبر رسائل بريدية وكيف وصلتني كتب ومراجع باللغة العربية أبهرت أعضاء هيئة التدريس وجعلتني أحصل على الدرجة النهائية في مادة البحث.. كان تحديًا حقيقيًا في بداية مشواري مع الحياة المهنية والعلمية.. لأتيقن أنه لا مستحيل إن كانت الهمة عالية والطموح كبير عندما تعلم يقينًا أن الله وهبك القدرة على تجاوز التحديات وسيضعك في الكثير من الاختبارات وهنا تتجلى القوة الايمانية لتخوض غمار الحياة وتتجاوز كل الآلام والمواجع التي قد تصيبنا ان ابتلينا بأذى الناس فالله حسبنا ونعم الوكيل.

كي تشعر بقيمة ومعنى النجاح تيقن أنها رحلة طويلة استمتع بكل محطة من محطات الرحلة ولا تستعجل الوصول وفاخر بمنجزاتك المرحلية وكيف تتغلب على عثرات الطريق وارفع رأسك دومًا فوق وتأمل في ملكوت السماوات والأرض فمالك الملك هو وحده القادر على أن يعطيك القوة وهو من يمنعك ولن يتمكن بشر مهما بلغت قوته من إيقاف طموحك أو الوقوف في الطريق الذي تسير فيه، ولن يخيفك أحد والله معك، كن قويًا بالله ومع الله وسوف تصل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store