Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

محاولة إرضاء الناس تعيق القرار الحساس

الحبر الأصفر

A A
لقد تأملت الناس وقراراتهم فوجدت أغلبهم يتأخر في اتخاذ القرار خوفاً من آراء الناس في قراره، وهذا الخوف يتحول مع الوقت إلى قلق يثير الذعر، ويعيق الانطلاق، كل هذا من أجل أن تصدر قراراً يرضي الآخرين مع أن الحكمة التي نحفظها جميعا تقول: «رضا الناس غاية لا تدرك».

حتى نتصور الأمر دعونا نلقِ نظرة على كلام أستاذ التنمية البشرية «روب مور» ، حيث يقول في كتابه (ابدأ الآن وتحسن

لاحقاً) : «نحن نمضي في العادة ساعة و 50 دقيقة يومياً في القلق؛ أي ما يقدر بــ 12 ساعة و 53 دقيقة أسبوعياً، أو 4 سنوات و 11 شهراً ، خلال عمر الإنسان المتوسط والبالغ 64 سنة، كل ذلك الوقت مهدر في القلق بشأن أمور لن تحدث، وأشخاص رأيهم فيك ليس كما تعتقد؛ فهم لا يفكرون فيك أساساً، وأغلبهم لا يقدرون ما تفعله على أية حال، فمثلما قال «تشرشل» : «لن تصل إلى وجهتك أبداً إذا توقفت لتلقي حجر في وجه كل كلب ينبح»، هل تريد المزيد من الوقت في حياتك؟، إن الحد من قلقك بشأن رأي الآخرين بك إلى النصف، سيفرغ سنتين تستغرقهما في التفكير!.

فاتخاذ القرارات أو تأجيلها بناء على رأي الآخرين بك، هو وسيلة مضمونة لإبقائك في حالة من الإحباط، وأن تعيش برؤية شخص آخر، وتلغي سعادتك، فالأمر غير منطقي أيضاً: أنت تعرف الأفضل بالنسبة إليك؛ لا الآخرون، أنت من تعيش حياتك وتبعات قراراتك؛ لا الآخرون، فاتخاذ القرارات إرضاء للآخرين أو تجنب نقدهم أو حكمهم عليك هو أشبه بادخارك مالك في الحساب البنكي لشخص آخر.

فإرضاء الآخرين، والحاجة الشديدة إلى الشعور بالحب أو الاستحسان، والخوف من حكم الآخرين، أو التعرض للسخرية؛ جميعها ترجع إلى الهدف البدائي المتمثل في تجنب الطرد من القبيلة، ولكننا لم نعد في زمن بدايات الحضارة الإنسانية، قد لا يكون عقلك البدائي قد استوعب الأمر، ولكن عقلك الواعي، وقدرات اتخاذ القرار يمكنها ذلك».

حسناً ماذا بقي:

بقي القول: هل مازلتم بعد هذا الكلام تقلقون بشأن رأي الآخرين فيكم وفي قراراتكم، إنه سؤال فقط أنقله من هذه الزاوية إلى عقولكم الوافية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store