Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الجائحة بين الفقراء والأغنياء

A A
جائحة كورونا كان لها العديد من التداعيات على مستوى العالم، ولم تنحصر تلك التداعيات على الدول الفقيرة فقط بل ونالت أيضاً من بعض الدول الغنية سواء على مستوى الإصابات أو الوفيات أو تراجع اقتصادها، كما اكتشف بعضها حجم الخلل الموجود في أنظمتها الصحية، كما إن الدول التي تساهلت في الإغلاق مبكراً عند بداية الجائحة رغبة في حماية اقتصاداتها لم تستفد وشهدت هي الأخرى أكبر عدد من الوفيات وتحقيق انخفاض في الدخل المحلي ماساهم في تقليص الفجوة في أثر الجائحة بين الدول الأكثر ثراء والأكثر فقراً.

في تقرير للبنك الدولي بعنوان «الفقر والرخاء المشترك... تبدل الأحوال»، كشف التقرير أثر الجائحة على مستويات الفقر والرخاء في العالم مشيراً لزيادة أعداد «الفقراء الجدد» فالجائحة دفعت بأكثر من 100 مليون شخص إلى الفقر المدقع في عام 2020 ماساهم في أن يعود معدل الفقر إلى مستوياته المسجلة قبل ثلاث سنوات ليصل إلى 9,4% وهي المرة الأولى التي يزداد فيها معدل الفقر في العالم منذ عام 1998م.

منظمة أوكسفام لمكافحة الفقر نشرت مؤخراً تقريراً بعنوان (فيروس انعدام المساواة) يفيد أن الجائحة زادت من ثروات بعض الأغنياء ودفعت بالملايين إلى دائرة الفقر، كما أشار التقرير إلى أن الألف شخص الأكثر ثراء في العالم تمكنوا من تعويض خسائرهم من الجائحة خلال تسعة أشهر في حين أن تعافي من أصبحوا أكثر فقراً قد يحتاج إلى عقد من الزمن مطالبين ببذل المزيد من الجهود لمكافحة انعدام المساواة لتعافي الاقتصاد العالمي.

عدم المساواة بين الدول الأكثر ثراء والأكثر فقراً يأتي أيضاً في توزيع اللقاحات وقد أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية أن عدم المساواة دولياً في توزيع اللقاحات قد يكلف الاقتصاد العالمي نحو 9,2 تريليون دولار مؤكداً بأن أن مصلحة العالم تتطلب دعم المساواة في مجال توزيع اللقاحات. ولذلك حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين-يحفظه الله- على تلك المساواة فعمدت إلى التفاوض مع منتجين للقاحات من أجل توفيرها للدول منخفضة الدخل مؤكدة أن الانتصار على الوباء يكمن في نشر اللقاح في كل أنحاء العالم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store