Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

وانتصرت الإنسانية.. على شعاري «الحمار والفيل»

A A
في الوقت الذي لا يحظى (الحمار) في كوكبنا سوى بنظرات الشفقة والعطف وربما الضرب بالعصا عند آخرين، أصبح رمزاً للديمقراطية في الولايات المتحدة، ومنذ عام 1828م عندما اختاره المرشح الديمقراطي جاكسون تحت شعار (لنترك الشعب يحكم)، وفي عام 1860 حينما كانت الولايات المتحدة قارة مقسمة بين الشمال والجنوب في قضية تحرير العبيد قرر لينكولن خوض غمار الانتخابات واتخذ (الفيل) شعاراً للحزب الجمهوري للدلالة على الكثرة والضخامة. والشعاران تحوّلا منذ عام 1870 الى رموز سياسية تنتشر قبل الانتخابات وتدر ملايين الريالات على الشركات المصنعة للقمصان والقبعات والأعلام.

وانتهت الانتخابات الأخيرة بسلام بعد ضرب الديمقراطية الأمريكية في العمق بما أثاره أنصار ترامب من فوضى عارمة من السادس من يناير والشغب وتهديد للأمن القومي وهو اعتداء لم يحدث في الولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر.. بل اخترق ترامب بروتوكولات الديمقراطية بعدم حضوره لمراسم تنصيب (بايدن) والتي أبهرت العالم بمستويات التنظيم لانتقال السلطة.

الطامة أن ترامب يلوح بدخول الانتخابات في 2024م في الوقت الذي أدين فيه بإثارة الشغب في البلاد وخاصة من بيلوسي رئيسة مجلس النواب الذي تجاهل سابقاً مصافحتها حينما دخل لمجلس الكونجرس!، فأي رجل هذا الذي يتجاهل امرأة في منصب رفيع تمد يدها له؟!، وفي نهاية اللقاء تمزق خطابه وهي تقف الان بحزم ضد من هز عرش الديمقراطية في أمريكا للمحاسبة ومحاكمته بعد جمع الأدلة والبراهين.

وأما عهد بايدن فإنه ومنذ اليوم الأول لولايته أعلن عن حزمة من الإصلاحات التي ستعود على أمريكا والمجتمع الدولي بخير ومنها إلغاء حظر دخول المسلمين وهو القرار الذي بموجبه فتحت معظم قنصليات العالم الإسلامي أبوابها لاستقبال تأشيرات الدخول لأمريكا. بل إنه أصدر 54 قراراً تنفيذياً خلال العشرة أيام الأولى من ولايته ومواجهة ست أزمات ملحة، منها مكافحة (كوفيد 19) والذي ساعد على تفشيه تهور ترامب في التعامل مع الجائحة وعدم المبالاة بحياة الناس.. والآن تجري عمليات ضخمة للتسريع في إعادة عجلة الاقتصاد.. وفرض حزمة من الإجراءات الصحية الدقيقة مثل ارتداء الكمامات في المباني الحكومية، وتوزيع 100 مليون جرعة من اللقاحات في 100 يوم ودعمها بـ1.9 تريليون دولار، والتراجع عن قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية.

بل أنه قرر العودة إلى اتفاقيات (تغير المناخ) والتي رفضها ترامب سابقاً لأن استفحال ظاهرة الاحترار الأرضي له تأثيرات سلبية على الأنظمة الأيكولوجية.

بل عمل على المساواة الاجتماعية ورفض العنصرية والتي كرس لها ترامب من خلال فكرة تفوق العرق الأبيض، فاشتد ساعد الأحزاب اليمينية المتطرفة.

فقام بايدن بتعيينات ومنها تعيين نائبته هاريس وهي من أصول لاتينية وهندية، كما عين وزير الدفاع أوستن وهو من أصول أفريقية وبعضاً من شخصيات أخرى من الهنود الأمريكيين الأصليين..

ولأنه تجرع كؤوس الفقر والعوز في طفولته اهتم بالنواحي الإنسانية فقدم مساعدات عاجلة للفقراء، وأمر بإغاثة غذائية لملايين الأسر، وطلاب المدارس، والعاطلين عن العمل، وتقديم شيكات أو كوبونات لذوي الدخل المنخفض. كما رفع الحد الأدنى من الأجور الى 15 دولاراً في الساعة. وإن خطته هذه ستخرج 14 مليون مواطن من دائرة الفقر. بل قام بدعم الشركات الصغيرة التي لا يوجد لها سند. كما دعم البطالة ببرامج مساندة ودعم مالي لبعض الوظائف من خلال وزارة العمل، واهتم بدعم المحتوى المحلي والمنتج الأمريكي لدعم الاقتصاد.

ولكن.. هل يعلم العالم أن كل هذه الإجراءات التنفيذية هي ما اتخذتها الدولة السعودية منذ بدء الجائحة.. وحققت نجاحات كبرى للإنسان والاقتصاد؟، نعم إنها السعودية التي تقدم دروساً في الإنسانية وهي أنموذج عالمي..

فهل يتعلم حاملو شعاري (الحمار والفيل) كيف تكون الإنسانية لحماية الشعوب والأمم والاقتصاد؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store