Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الخلية والدورة الدموية في بديع صنع الله!

إضاءة

A A
أهداني الصديق الشيخ طلال زاهد، أحدث صورة للخلية البشرية حتى الآن مصدرها جامعة هارفارد (ديسمبر 2020)، وهي ‏خلية واحدة تظهر وكأنها مدينة جميلة فيها كل المرافق، أو مصنع متقن التصميم للقيام بكل مهامه في تنسيق بديع وألوان قمة في الإبداع..

‏ويقدر عدد خلايا الإنسان البالغ بأكثر من 40 تريليون خلية (40 ألف مليار خلية)، مختتماً رسالته بقوله: «ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقِنا عذاب النار».

والحق أن تلك الهدية العلمية الإنسانية القيمة، في زمن الكورونا، أعادتني لحديث كان يكتبه الدكتور أحمد زكي أول رئيس تحرير لمجلة العربي الكويتية، بعنوان «مع الله في الأرض» وفي ذلك يقول: دورتك الدموية دورتان: صغرى وكبرى، وقلبك قلبان: أيمن وأيسر.. وللقلب الأيمن دورته، وللقلب الأيسر دورته، وبالدورتين أوعية طولها 600000 ميل!.

والدورة الدموية في الإنسان، قلب وشرايين وأوردة وشعيرات، وفي الحيوانات الفقارية عموماً أشبه ما تكون بدورة الإنسان. وهي تأخذ في التناقص هبوطاً في السلم الحيواني، وتتناقص، ويتبسط القلب تركيباً وأداءً، وتختصر الأوعية الدموية اختصاراً، ثم تصبح أوعية بلا دورة، أي لا يتصل جريانها في دائرة يجري فيها الدم رائحاً غادياً، حتى إذا بلغنا أوطأ السلم الحيواني، لم نجد للدورة وجوداً، فلا قلب ولا دم، وإنما الأغذية تدخل الأجسام، فتنهضم وتنساح مع سوائل الجسم انسياحاً، وهكذا هي في الحيوانات ذوات الخلية الواحدة كالاميبة، وهي آخر ما في السلم الحيواني من درجات.

ولو أننا عكسنا السير -والكلام مازال للدكتور أحمد زكي- فصعدنا بدل الهبوط في السلم الحيواني لوجدنا نفس التدرج من الحيوانات ذات الخلية الواحدة كالأميبة، إلى الحيوانات ذات الخلايا المتعددة كالإسفنج، فالذي يعلو من الحيوانات الرخوة وفيها القواقع وذوات الأصداف، ثم الحيوانات ذوات الأقدام المفصلية كالقشريات، والحشرات والعناكب، الى ما يعلوها من الحيوانات الفقارية من أسماك وبرمائيات وزواحف وطيور وذوات ثدي، ثم الإنسان.. إذا نحن اتخذنا هذا الصعود اتجاهاً لسيرنا على السلم الحيواني، إذن لوجدنا ونحن في السبيل بوادر الدورة تنشأ رويداً رويداً، فيظهر في الحيوان ما يشبه الشريان، وما يشبه الوريد، وهما غير متصلين، ويظهر الدم ويظهر شيء كالقلب ليدفع الدم، قبضاً وارتخاءً، وما هو بقلب، ثم تظهر الدورة وقد اتصلت دائرتها، ويتكون القلب بخزانات أكثر وأكمل، حتى اذا وصلنا الى الإنسان، بلغنا الغاية!. نحن في شبكة مواصلات رائعة داخل الجسم، تستحق أن نكمل وصفها في الغد، إن أراد الله!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store