Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

عودة أمريكا إلى الدبلوماسية.. فن الممكن...!

A A
من مقر وزارة الخارجية في واشنطن، الرئيس بايدن يعلن عودة الدبلوماسية الأمريكية إلى المسرح الدولي مؤكدًا أن سياسة أمريكا الخارجية القادمة سيكون هدفها الرئيسي خدمة الشأن الداخلي من خلال العمل مع الحلفاء وتبادل المصالح بالطرق الدبلوماسية.. فن الممكن.

استعرض خطاب الرئيس بايدن أهم القضايا والتحديات التي تواجه الشأن الداخلي والعلاقات الخارجية مع دول العالم والآثار التي خلفتها الإدارة السابقة بدون ذكر اسم سلفه. وهناك إجماع من المحللين بأن الخطاب كان متوازنًا بنظرة مستقبلية عن عمل وزارة الخارجية وأنشطتها في دول العالم. وأمريكا كما يعلم الشعب الأمريكي في المقام الأول دولة صناعية يعتمد رخاء شعبها ومستقبلها الاقتصادي على تفوقها التقني والعسكري وأيضًا في مجال قواها الناعمة. والقراءة الحصيفة لخطاب بايدن تفضي بأن أمريكا عائدة ولكن من خلال الدبلوماسية الناعمة أكثر من الرهان على العصاة الغليظة التي كان يتبعها سلفه وإذا أحسنت الإدارة الجديدة العمل من خلال التوافق والإقناع بدلًا من النهج الاستفزازي في الداخل والخارج فإن فرصة النجاح متاحة والمحك الرئيسي سيعتمد على تهدئة الانقسام في الداخل وتعاون الجمهوريين في تمرير اعتمادات الموازنة المقترحة.

محاكمة ترامب قد تشكل صعوبات لإدارة الرئيس بايدن إذا لم توظف الدبلوماسية التي تحدّث عنها للخروج من مرحلة ترامب إلى مرحلة «عودة أمريكا للعمل من باب فن الممكن» والعمل مع الحلفاء بحكمة واحترام سيادة الدول. والملاحظ أن الخطاب لم يذكر إسرائيل والقضية الفلسطينية واكتفى بتلميح عن إيران وخطورة امتلاكها للسلاح النووي في القريب العاجل وما لم يتدخل المجتمع الدولي بقيادة أمريكية حازمة ويوقف سباق التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط فستصبح معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل (NPT) في خبر كان.

وفيما يخص إيقاف الحرب في اليمن فإن المملكة العربية السعودية بذلت جهودًا مضنية لعودة الحكومة الشرعية ومساعدة اليمن بكل الوسائل ولكن الحوثي استمر على نهجه العدواني بدعم من إيران التي تصر على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال التدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

ومن أهم العبارات التي استخدمها بايدن والتي لم تستخدم علنًا من قَبل.. عبارة «أن سياسة أمريكا الخارجية من أجل تحقيق مصلحة أمريكا المجردة».

العلاقات بين السعودية وأمريكا مبنية على التعاون وتبادل المصالح المشتركة والدبلوماسية الأمريكية مجندة لخدمة الشعب الأمريكي كما قال الرئيس بايدن ووزير خارجيته والدبلوماسية السعودية أيضًا كذلك كما قال معالي الوزير عادل الجبير. وحجم التبادل التجاري بين البلدين والمشاريع والاستثمارات المشتركة والمشتريات النوعية تشهد بذلك.. ونجاح استمرار العلاقات في مجال التعليم والتدريب الفني والتعاون الأمني بين البلدين خلال العقود الماضية أكبر دليل على ذلك. والسعودية حليف إيجابي وموثوق تحرص على الوفاء بكل التزاماتها برغم كل التحديات التي مرت بها العلاقات بين البلدين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store