Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

طبيب أجره كبير.. طبيب وزره كبير

A A
بداية أعتذر للدكتور حسين القحطاني استشاري المخ والأعصاب في مستشفى الحرس الوطني بجدة عن ورود اسمه في المقال السابق خطأ حيث لقبته بالشهري وهو قحطاني.

الطبيب مهنته إنسانية بالدرجة الأولى، والنفس والحفاظ عليها من الضرورات الخمس والروح لا تسكن الجسد العليل ومن أكثر مسببات الموت الأمراض ومنها الفتاكة ومنها المزمنة ومنها الحادة والله عز في علاه قال في محكم التنزيل القرآن الكريم وصدق ربنا في كل قول قاله (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، والرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم المجتبى قال (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواءُ الداءِ برأ بإذن الله سبحانه وتعالى).

وهذا ما أعنيه في عنوان المقال، فالطبيب بين مجتهد في علمه يخاف الله بعلمه وعمله ويتقن صنعته وليس مغالياً في سعر كشفه وفي قلبه رحمة وشفقه على الضعفاء والمساكين، وليس همه المادة وكسب الأجرة المادية والزهد عن الأجر الأخرى، فذاك طبيب أجره عند الله كبير والحمد لله الدنيا لا تخلو منهم، وقد سميت في عدة مقالات عديداً من أسماء هؤلاء الذين يضعون مخافة الله نصب أعينهم . ولا يستغلون عملهم في القطاع الخاص على حساب عملهم الأساسي إن كانوا على وظائف رسمية، فهؤلاء كأنما أحيوا الناس جميعاً كلما كان التوفيق لهم من الله ونجحوا بأمر الله في العلاج.

أما الطبيب الذي همه المادة ويبخل بعمله وعلمه ويأبى تقديمه الا برفع أجره والأمرُّ من ذلك إن كان على حساب عمله الأساسي فيهمل فيه ومن هؤلاء كثير من أطباء الجامعات مستغلين التصريح لهم بالعمل في القطاع الخاص فجعلوه على حساب وظيفتهم الأساسية، وذكرت ذلك أكثر من مرة وليس مهماً عندهم الغلبان والمسكين ويتركون مهامهم لمن هم تحتهم بل يوحون لمن يراجعهم في المستشفيات الجامعية أن العلاج في الخاص أفضل وأسرع وهمهم الأكبر أرصدتهم في البنك ولا يقبلون حتى التأمين وهمهم النقد فهو محاسب على كيفية اكتساب، فوزره كبير .

والاسوأ منهم من كان علمه متواضعاً ويخاطر بحياة الناس وإمكانياته متواضعة فهذا نسأل الله السلامة من عمله، صحيح هناك فرق بين الاخطاء الطبية وهذه يتحمل وزرها الطبيب والآثار الجانبية التي ليس للطبيب فيها حيلة فلا ذنب له فيها.

وأقترح طالما هناك ندرة في الأطباء وقد يكون عملهم في الخاص يساعد على سد العجز وبأبناء الوطن، أن يسمح للكل بالعمل فيه ولا يقصر على أطباء الجامعات بشرط أن تكون هناك رقابة مكثفة وتقييم للأداء مستمر ومن يخل به يعاقب بشدة ويمنع من الخاص وتتم متابعته في تنفيذ المنع وأيضاً لا يقبل من أي أحد منهم مهما كان أن يرفض التأمين وكذلك على وزارة الصحة طالما هناك مبالغة كبيرة في أسعار الكشف والخدمات أن تتدخل وتحدده بمعايير محاسبية توازن بين التكلفة وبدخل معقول للمستشفيات والأطباء خاصة أن جل المستشفيات قامت بمساعدة مالية ومعنوية من حكومتنا الرشيدة فدفعت نصف التكاليف والبعض غالى في ما قدمه للحكومة فحصل بذلك على جميع التكاليف.

رسالة:

من أراد أن يكون الأقرب مجلساً للحبيب صلى الله عليه وسلم فليكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، ويحسن خلقه كما أوصانا ووعدنا صلوات ربي وسلامه عليه.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store