Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

إعلامنا الخارجي.. والقوى الناعمة السعودية

A A
لم يعد استخدام القوة العسكرية هو العنصر الأساسي الذي تعتمد عليه الدول في المنافسات العالمية وتقوية مواقفها للوصول إلى مراكز متقدمة وبث صورتها الذهنية للعالم.. بل ظهرت أنماط أخرى للتنافس وأدوات فاعلة تشمل سياسة الدولة والمنظومات الثقافية والاجتماعية والتراث الوطني وغيرها.. وهي عناصر لها قدرة فائقة في التأثير على المستوى الدولي.

فالسعودية كدولة استطاعت من خلال قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان خلق دبلوماسية سعودية مرنة وقوى ناعمة ومنها: دعمهم للمنظمات الإنسانية حيث أضحت صورتنا الذهنية في العالم أكثر بريقاً ولم يكن دعم منظمة الصحة العالمية بخمسمائة مليون دولار أثناء الجائحة إلا إحدى وسائلها..بل سبقت ذلك بإجراءات داخلية إغاثية وصحية لدعم الإنسان مواطناً، ومقيماً، وحتى مخالفاً لنظام الإقامة. ومن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة قدمت المساعدات للشعوب المتضررة في اليمن وسوريا وبنغلاديش.. وغيرها من الدول ..

وكم نحن بحاجة للجنة أو (هيئة سعودية للدبلوماسية العامة) لتعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي إعلامياً، واقتصادياً، وثقافياً وعلمياً، وحضارياً وضرورة الترويج العالمي لبرامج ومناشط متنوعة تبدأ داخلياً ثم من خلال الاعلام الخارجي المقنن والحوكمة تنتشر تلك الدبلوماسية للعالم لتعريف المجتمع الدولي بثقافتنا وعاداتنا وتراثنا الذي يمثل الكثير منه قوى ناعمة نقدم بها أنفسنا للعالم.

وحقيقة فإن إدراج المملكة 7 أنواع للتراث الثقافي في قائمة اليونسكو مؤخراً لهي خطوة رائدة لتعريف المجتمع الدولي بحضارتنا ومنها: المجالس التراثية، والعرضة النجدية، ورقصة المزمار، والصقارة، والنخيل، والسدو، والقط (النقش العسيري).. بل نتمنى من وزارة الثقافة المطالبة بإعادة كسوة الكعبة والخط العربي ليكونا ضمن التراث العالمي.

كما لابد أن نجعل من المؤشرات العالمية التي حصدتها المملكة قوة ناعمة حيث حصلت المملكة على المركز الأول عربياً والمركز 22 في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، والمركز الثاني عالمياً في معيار الاستراتيجية الحكومية والمركز التاسع عالمياً في معيار البيئة التشغيلية كما جاء ذلك في مؤشر تورتويس إنتيلجنس Intelligence

Tortoise

بل من القوى الناعمة التي لا بد أن نركز عليها هي تقدمنا في منظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة وهي جاهزة لإنتاج الكهرباء من المنزل عن طريق بوابة (شمسي) بمعنى أننا نسابق الزمن لتحقيق رؤية 2030م في جودة الحياة وتحسين نمط المعيشة للإنسان، وحماية كوكب الأرض، وتدارك مشكلات البيئة والتغيير المناخي.

وإذا أردنا البدء بالداخل فعلينا تفعيل بعض المقومات الأساسية من القوى الناعمة ومنها العمالة المنزلية بحسن التعامل معها فمن الممكن أن يكونوا سفراء لنا عند العودة لبلادهم ونخرس أصوات المشككين بحقوق الإنسان. وكذلك المطاعم السعودية في الخارج ممكن أن تكون قوة جذب كبرى.. فأين رجال الأعمال من مطاعم سعودية في العواصم العالمية نقدم فيها أنواع أطعمتنا!، فالمطاعم الهندية أصبحت أيقونة في معظم بلاد العالم والمطعم السعودي ليس أقل منها خاصة مع توفر المقومات ومنها رؤوس الأموال، والتجار الأكفاء والكوادر البشرية المتخصصة.

بل أن يكون كل مواطن هو سفير لبلاده في الخارج بتعامله واحترامه للأنظمة والقوانين ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فالفيديوهات التي تحمل التفاهات تصل لأقصى جهات العالم وتضر بسمعتنا. وعلى هيئة الإعلام المرئي مراقبة الفضاء وحذف تلك الفيديوهات ومعاقبة مروجيها حسب لائحة الذوق العام.

بل تثقيف كل من لهم اتصال بالسياح مثل رجال الأمن، والجوازات، والكوادر البشرية في الحرمين الشريفين في فن التعامل مع الحجاج والمعتمرين والزوار .

ولكن كل ذلك وغيره .. لن يؤتي أكله إلا بمنظومة إعلامية قوية داخلياً وخارجياً.. ففيلم إعلاني بمدة دقيقتين في القنوات الفضائية العالمية عن أحد تلك المقومات حتماً يبرز قوة الدولة وعظمة الإنسان.. فهل يفعّل إعلامنا الخارجي ذلك؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store