Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

اختلال موازين التقييم الاجتماعي

A A
من يتابع مشهدنا الاجتماعي على مختلف المستويات والاتجاهات يجد أنه يشكو خللاً واضحاً في أساليب تقييم الأفراد سواء كان ذلك التقييم من قبل أفراد المجتمع لبعضهم أو من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة للعاملين بها ولعل وجود مثل ذلك الاختلال يوحي لنا بوجود مسببات كبرى كان لها دور في بروز ذلك الخلل وتناميه داخل أروقة مجتمعنا، كما يوحي بحدوث الكثير من النواتج المستقبلية التي ستوثر حتماً على القيم والسلوكات المجتمعية وعلى الحراك التنموي برمته. فعلى سبيل المثال لا الحصر ما يحدث في برامج التواصل الاجتماعي من بروز غير مبرر لمن يطلق عليهم مشاهير السناب أو الإنستقرام أوالتيكتوك، ومثلهم مشاهير كرة القدم أو الرياضات الأخرى والإقبال اللافت للمتابعين لهم بينما نجد أغلبهم على درجة عالية من الجهل العلمي والتفاهة السلوكية ونجد في الجانب الآخر وعلى نفس البرامج الكثير من العلماء والمخترعين والموهوبين الذين يتجاهلهم المجتمع فلا تجد للبعض منهم إلا العشرات من المتابعين.

أما الأكثر ألماً فهو ما يحدث في مؤسساتنا الحكومية والخاصة عندما نجد الكثير من خريجي الجامعات العالمية في تخصصات نادرة وهم كلفوا الدولة الملايين من الدولارات وأفنوا جل أعمارهم في التحصيل ونيل المعرفة والمهارة ثم تجد تلك المؤسسات تحجم عن استقطابهم بل نراها تستقطب من هو أدنى منهم علماً ومهارة أو من هم من جنسيات أخرى قد تكون شهادات البعض منهم مزورة، وقد حدث الكثير جداً من تلك الممارسات التي كشفت الجهات الرسمية بعضها بعد مرور سنوات في مواقعهم والبعض الآخر أنهى مدة عمله وعاد إلى بلده دون أن يُكتشف.

وبما أننا في هذه المرحلة الزمنية نعيش حراك خطتنا التنموية الطموحة التي نتأمل منها إحداث الكثير من الحلول لمثل تلك المشكلات التي أصبحت متجذرة فنجدها تضع الحلول الناجعة لها من خلال صياغة الأنظمة الفاعلة لاستقطاب كل مبدع ومتفوق ومن قضى جل عمره لنيل المعرفة، وبما أن خطتنا التنموية أيضاً تعد حبلى بالكثير من المشاريع العملاقة القادمة، فإن الفرصة ستكون مواتية لاستقطاب أبناء الوطن في تلك المشاريع ليكون البناء التنموي لوطننا الحبيب على أكتاف ابنائه وخاصة المبدعين منهم في المستقبل القريب والبعيد. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store