Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

سنوات الكلاب.. «وللكلاب حظوظ»..!!

A A
.. تعبنا من السياسة وهمِّ السياسة وغثاء السياسة.

تعبنا من الجعجعة العالمية عن إيران ومليشياتها ومفاعلها النووي.

ثم ماذا تغير؟، الذي نباتُ به نصبحُ فيه!.

وقد وصل شر البلية حدّه من ضحك «الشدوق» مع ردة الفعل الأمريكية بعد قصف مطار أربيل والقاعدة الأمريكية، فالحدث قوي وهو أول تحدٍّ حقيقي يواجه إدارة الرئيس بايدن.

قالت الدولة العظمى «بأنها ستحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب».

ضحكت وتساءلت إن كان بايدن من أصول عربية؟!!، لأن هذه الجملة من إنتاج وتصدير وتوزيع زعمائنا العرب.

وسبعون عاماً وإسرائيل ضربت حتى مطابخنا العربية والرد المناسب لم يأتِ بعد...!!

*****

.. ولذلكم بعيداً عن السياسة ودوخها، تعالوا هذا الأسبوع «نطقطق» على الكلاب وهي جزء من وجعنا العربي..!!

*****

.. فلاح عربي هدموا بيته وسرقوا منه متاعه، ولم يبقَ معه إلا ثلاث نعاج ووجدوا عنده سبعة من الكلاب، سألوه: لماذا كل هذه الكلاب؟

قال: لتحميني من الكلاب...!!

*****

.. وبالمناسبة فبعض الكلاب ثرية، ليس بسبب ما تنهش فتلك الكلاب اتخمت، ولكنَّ هناك كلاباً حقيقية ثرية فعلاً، فالكلب «جانثر الرابع « لديه ثروة تقدر بـ 227 مليون دولار ورثها عن (كارلوثا لينسيتن) عام 1992.

الكلب جانثر يتمتع بالطول وبالعرض في منتجعاته وفي قصره بميامي والفيلا الضخمة في جزر البهاما.

وتذكرت 33 طفلاً يموتون في مخيم الهول بسبب البرد وهم الفارون من جحيم دير الزور، وصرخة طفل مخيم عرسال في وجه العالم:

«قدماي، أطراف أصابعي أشعر أنها تجمدت وأن الموت يتسرب بين أظافري»..!!

*****

.. وحالياً حصلت الكلبة «لولو» البالغة من العمر 8 سنوات على التركة التي خلَّفها لها صاحبها بموجب وصية والبالغة 5 ملايين دولار، بينما آلاف الأسر النازحة عن أوطانها لم تجد من وصايا وريث العرش إلا الفقر والجوع والتشرد وغربة الزوايا وأرصفة الشوارع.

*****

.. ورغم أننا العرب أهل الخيل والليل والهيل إلا أننا -على حد علمي- لم نُقم حرباً مشهورة بسبب كلب.

صحيح في جاهليتنا الأولى تحارَبْنا 40 سنة بسبب ناقة ومثلها بسبب حصان، ولا أدري إن كان هناك جاهلية متأخرة قد تقيم حرباً بسبب كلب، وربما لا أستبعد ذلك في ظل هذه التغذية المركزة على الكلاب في العقلية العربية من خلال مسلسلاتنا وتشققات ثقافتنا...!!

*****

.. أوروبا أشعلت حروباً بسبب الكلاب ومن أشهرها الحرب بين اليونان والبرتغال عام 1922 بعدما تجاوز كلب يوناني ضال الحدود البرتغالية.

العجيب في الأمر أن عصبة الأمم المتحدة تحركت سريعاً لإيقاف الحرب بينما في عالمنا العربي دمار وقتل ومشردون ولاجئون والأمم المتحدة لا تزال تمارس أدوار مسرحية محنطة في حروب أشعلتها الكلاب المسعورة....!!

*****

.. وحتى نكون منصفين للكلاب.. فإن أكثر الحروب الجرثومية والوباءات العالمية تحدث بسبب حيوانات أخرى.. فهناك خفافيش كورونا وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وجنون البقر وإيبولا الإبل وغيرها، لكن الكلب لم نسمع عنه بعد، فهل اكتفت الكلاب بما تفعله الكلاب...؟!!

*****

.. هناك رواية عميقة لغونتر غراس اسمها «سنوات الكلاب» ختمها بقوله:

(إنه كلبي، هذا مكانه، فهل هناك مكان فوق الأرض يستحق الحراسة مثل هذا المكان؟)...!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store