جائحة كورونا جعلت العمل من المنزل خياراً استراتيجياً لملايين الموظفين في العديد من المنشآت والشركات، ومع تخفيف بعض الإجراءات الاحترازية في بعض الدول بقي العمل من المنزل أحد الخيارات الهامة لبعض الإدارات.
نيكولاس بلوم أحد الباحثين الاقتصاديين في جامعة ستانفورد له أبحاث عن العمل من المنزل أشار إلى استطلاعات رأي شملت 22500 أمريكي حتى ديسمبر الماضي وقد أفادت نتائج الدراسة بأن العمل من المنزل سيبقى ولكن المشكلة التي أشارت إليها الدراسة هي أن وجود أفراد يعملون من المنزل وآخرين يعملون في المكاتب (مقر العمل) وتواصلهم واجتماعهم مع بعضهم البعض عبر التطبيقات المعروفة سيفقد من هم يعملون من المنزل تلك الاجتماعات الثانوية التي تعقد بعد الاجتماعات الرسمية في مقر العمل والتي عادة ما يكون فيها حوارات هامة سيحظى بها فقط من هم في المكاتب وستُعتبر ميزة بالنسبة لهم سيُحرم منها من يعملون من المنزل.
هناك مشكلة أخرى قد تواجه العاملين من المنزل أشارت إليها الأبحاث، وذلك من خلال استعراض دراسة أجريت على شركة سفر صينية كبيرة اختبرت العمل من المنزل منذ نحو عقد من الزمن وهي أن معدل ترقية العاملين من المنزل يمثل نحو نصف أولئك الحاصلين على ترقية ممن يعملون في المكاتب، وهذا الأمر أكد للباحثين بأن العاملين من المنزل يتم نسيانهم بينما طوَّر العاملون في المكاتب المزيد من العلاقات بالإدارة من خلال وجودهم في مقر العمل والتحدث مع رؤسائهم وزملائهم مباشرة.
تأثير الاجتماعات عن بعد ليس كتأثير الاجتماعات العادية ولذلك فإن الباحث يقترح أن يكون هناك تناوب بين فريق العمل في عدد الأيام التي يعملون فيها من المنزل وتلك التي يعملون فيها من مقر العمل حتى تكون هناك مساواة في التعامل مع جميع أفراد فريق العمل ولا يكون هناك تمييز في الترقيات أو التطوير أو الحصول على المعلومات بين من يعمل من المنزل ومن يعمل في مقر العمل.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
