Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

إنما العلم ما نفع ولا ضر

A A
أكتب هذا المقال من منطلق أن أترك علما نافعا ينتفع به، حيث في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.. قال الإمام الشافعي رحمه الله: «لَيس العلم ما حفظ، إِنما العلم ما نفع».. وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما الفخر إلا لأهلِ العلمِ إنهم على الهدى لمن أستهدى أدلاء ووزن كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهلِ العلمِ أعداء».

أحيانًا حاجة الإنسان إلى تعلم كيفية إعداد الطعام تكون أكثر من حاجته إليه، وهكذا يكون في حاجته لتعلم فنون ومهارات السباحة أكثر من حاجته لعبور اليابسة سالمًا دون مخاطرة، ليس ليخاطر بحياته ولكن لينجو في المرات القادمة، وكما قالوا قديمًا لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد.. لا تأخذ بيدي مرة واحدة ولكن خذ بيدي في كل مرة.

وقد كتبت في الماضي مقالا عن الموضوع فيما يخص التقنية المفيدة عمليًا وفعليًا وتطبيقًا على أرض الواقع وأخص بالذكر تقنية «أبشر».. فهي التقنية التي أفادت الكثير من المواطنين والوافدين الأغنياء والفقراء والضعيف والقوي الوزير والعامل، فائدة لا تحصى، فيها تقنية سهلة للمتعلم وللجاهل سويًا.. هكذا هو العلم النافع.. فهنيئًا لكل من ساهم في وضع تقنية تطبيق «أبشر».. إنما العلم ما ينفع فإذا أضفت إلى ذلك رغبتك في تيسير الصعب لإخوانك، وإعانتهم على حياتهم فهو أعظم لأجرك عند الله، متى أخلصت النية لله جل جلاله في مثل ذلك، وقد قال الله تعالى: (فَمن يعمل مثقَال ذرة خيرًا يره).

أول العلمِ حسن الاستماعِ، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر فيجب علينا أن نعلم أنفسنا كيف نحسن الاستماع ثم الفهم مما سمعنا والحفظ ومن ثم العمل وأخيرًا نشر ما استمعنا له..

بكل أسف البعض القليل منا لا يحب أن يستمع للآخرين بل يحب أن يستمع لصوته فقط وقد يتحدث بلا نهاية دون أن يشعر أنه أطال في الكلام.. والبعض يقاطع من هو متحدث دون أن يستمع لما قيل.. ونشاهد أن في بعض الأمم يظل المستمع مستمعًا طالما أن هناك شخصًا آخر يتحدث.. هكذا هو العلم ما نفع.. وقد قيل «من لَم يؤت من العلمِ ما يقمعه، فَما أُوتي منه لا ينفَعه».

هل نعلم أَن العلم أَشرف ما رغب فِيه الراغب، وأَفضل ما طَلب وجد فيه الطالب، وأَنفع ما كسبه وأقتناه الكاسب؛ لأَن شرفه يثمر علَى صاحِبِه، وفَضله ينمي علَى طالبه.. إنما العلم ما نفع ولا ضر، رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضرر ولا ضرار».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store