Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

نقد الذات قبل نقد الآخرين

A A
أسهل طريقة أن تنال من أي شيء أن تنتقده، فالبعض يحرص على تقييم كل شيء والنظر إليه ليس من زاوية الكمال بل من زاوية النقص، فإن رأى شخصاً أو عملاً أو مشروعاً فأول مايبحث عنه عيوبه وسلبياته متجاهلاً أي إيجابية موجودة فيه ولو كانت كبيرة .

آخرون يحرصون على تقييم الأمور بشكل جزئي والاطلاع على جزء من الصورة وعدم النظر للصورة كاملة فإن رأى ما يعجبه سارع بالحكم على الموضوع بأكمله أنه رائع وإن رأى عكس ذلك انتقد المشروع بأكمله بشكل حاد، فتقييم الأمور لديه جزئي ومركّز في جانب واحد.

بعض الأشخاص يتم الحكم عليهم بناء على مظهرهم، والبعض يتم الحكم عليهم بناء على بعض أقوالهم بشأن موضوع محدد والبعض يتم الحكم عليه بناء على ردة فعله بشأن أمر ما، فهناك فئات تجعل ممن يؤدي الصلاة فقط ملاكاً حتى لو كان قاطعاً للرحم أو كان فظاً غليظاً في تعامله مع والديه أو كان لا يحافظ على الأمانة أو بذيء اللسان، في حين تجد بعض الناس تحكم على من يدخن بأنه ضال وفاسد ولا أمل في إصلاحه حتى لو كان يصلي ويصوم ويصل رحمه ويتعامل مع الآخرين بلطف وحسن خلق.

للأسف هناك عادة لدى البعض بنقد الآخرين وبذل الجهد في البحث عن عيوبهم وسلبياتهم دون الاهتمام بالبحث عن عيوبهم الشخصية ومعالجتها والسعي لإيجاد الحلول لها،فتجد بعضهم يبذل الكثير من الوقت والجهد ليثبت وجود عيب ما في أمر ما أو شخص ما وهو يعاني في الأساس من ذلك العيب ولم يسعَ لإيجاد حل له. فينتقد تجهم بعض الناس وعبوسهم ووجهه لا يعرف طريق الابتسامة وينتقد سلاطة ألسنة البعض ولسانه لا يعرف القول الطيب.

نقد الآخرين بدلاً من نقد الذات مرض يعاني منه الكثيرون ، فعلى هؤلاء أن يبادروا أولاً بمعالجة أنفسهم قبل السعي لنقد الآخرين وتقديم النصائح والحلول لهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store