تجربة شخصية في ساعة التطعيم.. تذكرت اليوم العظيم!

** من المفترض عند قراءتك لهذه الإضاءة أن أكون دخلت مستشفى سعودياً عاماً في مدينة جدة وتناولت لقاح كوفيد 19!

والذي حدث أنني دخلت على موقع «صحتي» الأربعاء، وطلبت موعداً للتطعيم وجاء الرد يمكنك السبت أو الأحد فاخترت الأحد حتى أعطي نفسي لالتقاط أنفاسي!.

** أذهب للتطعيم وأنا موقن شخصياً أن معظم اللقاحات لا تقي تماماً من الإصابة بالعدوى، رغم أنها تمنع ظهور الأعراض. وأذهب وأنا أكثر اقتناعاً بأن الأشخاص الذين تلقوا التطعيمات قد يحملون مسببات الأمراض وينشرونها دون أن يدروا، وربما أيضاً يتسببون في تفشي جائحة، ومن ثم لابد من استشعار مسؤوليتي تجاه نفسي وغيري ومجتمعي!.

**الأهم من ذلك، أنني ذاهب، وأنا مؤمن تماماً بحقيقة أن الموت الذي نفرُّ منه، هو ملاقينا، سواء بكورونا أم بغيرها، وأن الساعة بل اللحظة المحددة له، مدونة لدى الخالق جل شأنه.

والحاصل أنني قرأت كثيراً عن التطعيم، خاصة عن الأعراض المحتملة بعده، وفيما كنت أجتهد في استجلاب الدراسات والمعلومات، تذكرت أنه من الأولى أن أستعد ليوم آخر!

** كانت الدراسات تقول إن اللقاح يقيك من الإصابة بكوفيد 19، أو من الإصابة بمرض خطير، أو الوفاة بسبب كوفيد 19، وقد يمنعك من نقل فيروس كوفيد 19 للآخرين، وقد يُبطئ انتشار المرض ويساهم في المناعة الجماعية (ما يُسمى مناعة القطيع)، كل ذلك صحيح، لكن الأصح أن توقن أن موعدك في الآخرة، مدوَّن وثابت، ومن ثم عليك الاستعداد لهذا اليوم العظيم وليس ليوم التطعيم!.

** كانت الدراسات كذلك تقول إن التحصين هو وسيلة بسيطة وآمنة وفعالة لحماية الجسد من الأمراض، حيث يدفع الجسم لمقاومة عدوى معينة وتقوية جهاز المناعة، ولكن ماذا عن تحصين النفس من فيروسات الانحراف والشر والظلم والقنوط واليأس؟!.

**كانت تقول كذلك، إن التطعيم يعمل على تدريب جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة، وكنت أمضي لتدريب آخر على تكوين وتنمية مبادئ مضادة ضد السقوط في دوائر الحقد والحسد والغش والغل!!.

**كانت الدراسات تقول إن اللقاح، يتعرف على الفيروس فور دخوله للجسم، وكنت أقول لنفسي إن الضمير اليقظ سيتعرف على ما تضمره في نفسك من فيروسات التهافت على الدنيا ونسيان الآخرة.

** كانت تقول إن اللقاح هو وسيلة آمنة وذكية، وبدلاً من علاج المرض بعد حدوثه سيحُول اللقاح في المقام الأول دون الإصابة بالمرض، وكنت أقول لنفسي إن الصلاة وسيلة أكثر أماناً وذكاءً لعلاج كل خطوة في طريق الشر قبل حدوثها!.. صليت ومضيت!.