Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

كورونا.. والخروج من المساجد!!

A A
التنظيم المُعتمَد لرصّ المُصلِّين داخل المساجد، ومسافة ابتعادهم الجسدي عن بعضهم البعض، وإلزامهم بلبس الكمامات، وإحضارهم لسُجادة الصلاة الخاصّة بهم، وفتح أبواب ونوافذ المساجد، كلّها عوامل ساهمت كثيراً في جعْل المساجد أكثر الأمكنة العامّة أماناً من الإصابة بفيروس كورونا، رغم حصول حالات إصابة محدودة جداً في بعضها أدّت لإغلاقها بشكل مؤقت.

وحال المساجد أفضل من حال المقاهي والمطاعم التي اختلط فيها المُصاب وغير المُصاب، الأمر الذي اضطرّت معه الجهات المعنية لفرض قرار ممارسة نشاطها بطريقة «السفري» إلى حينٍ لا يُعلم تاريخه لكنّه مرتبط بمدى تطوّر الجائحة في طول البلاد وعرضها.

والشيء الوحيد الذي يمكن إضافته للمساجد هو تنظيم عملية الخروج منها بعد انقضاء الصلوات، لا سيّما بعد صلاة الجمعة، فللأسف لا يتحلّى كثيرٌ من النّاس بثقافة الخروج منها بالترتيب السليم، فترونهم يتزاحمون عندها جماعات جماعات، وليس فُرادى كما هو عند الدخول، وتتقلّص مسافة التباعد الجسدي لسنتيمترات قليلة بدلاً من مترين أو متر ونصف، حتّى أنّ المُصلِّي الخارج من المسجد يستطيع شمّ رائحة عطر المُصلِّي الآخر رغم لبسه للكمامة، وهذا يدلّ على خطورة الخروج بهذا الشكل واحتمالية تسبّبه بالإصابة بالفيروس عكس ما يحصل داخل المساجد!.

ومن الصعب تكليف المساجد لمشرفين ينظّمون عملية الخروج فى الصلوات الخمس، والأمر يحتاج لاجتهاد خالص من المُصلِّين أنفسهم، فيخرجون بالترتيب السليم، ابتداءً بالصفوف الأخيرة واحداً بعد آخر وانتهاءً بالصفوف الأولى، والعشرة دقائق المسموح بها للبقاء في المساجد تكفي لذلك، وقد تكون زيادتها لخمس عشرة دقيقة فُسحة أكبر لتنظيم أسلم للخروج، أمّا التهاون والعشوائية الحالية ومحاولة الجميع الخروج سويّة خلال أوّل خمس دقائق فتكتنفها الخطورة التي قد تؤدّي لإغلاق المساجد لا سمح الله، ولا حرم الجميع من صلاة الجماعة التي هي طريق السعادة وراحة البال والأجر الكبير في الدنيا والآخرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store