Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

مسلسل الميراث لا يمت لمجتمعنا بصلة

A A
قد ألتمس العذر لضعف الأداء وعدم القدرة على محاكاة الشخصيات في مسلسل (الميراث) من ممثلين كثيرين فيه، لأن الدراما والتمثيل ككل لم يكن شائعاً لدينا إلا في نطاق محدود، وكنا وما زلنا نفتقر إلى معاهد تدريس للفن بأنواعه لتصقل المواهب وتدرب من يكون لديهم هذه الملكة والموهبة، وأتأمل أن يكون للكوميديا الهادفة مكان لأن أغلب المسلسلات العربية الخليجية على نهج الكويتية نكد وحزن وشر حتى إني أرى من يدمنونها يصابون بالاكتئاب وضيق الخلق وتوقع الشر.

أعود للمسلسل الذي لا يمتّ لمجتمعنا بصلة، وحقيقة لم أشاهد إلا أجزاء من حلقات أثناء جلوسي مع العائلة وهم كغيرهم في الجلوس أمام شاشات الفضائيات، قصة المسلسل من أولها لآخرها -وليعذرني الكاتب أو المؤلف والمعد والمخرج- تدلل على أن هناك خللاً في التعاطي مع حال المجتمع وواقعه، والمسلسل مبنية أحداثه على الحقد، وحقد دفين متأصل ويتلاحق في نفوس الأبناء توريثاً من الآباء وحتى علاقة الإخوة لا تمت لما نراه في مجتمعنا من تآلف وتفاهم واحترام إنما المال والمادة طغت على الكل حتى أصبح السلوك إجرامياً وليس فقط فيه خلاف واختلاف، بل امتد السوء الى من لهم علاقة بمجتمعنا كرحم وعمالة من مجتمعات أخرى، ولا أعلم كيف ارتضى الممثلون من تلك الدول أداء هذه الأدوار الرديئة، وكتجارب لدينا رحم وعمالة من تلك الدول على مستوى خلقي عالٍ وكرامة، والأدهى أن المسلسل بما فيه من سوء، حلقاته إلى الآن فاقت الـ 250 حلقة.

الغريب أن بعض الأحداث تسيء إلينا إساءة كاملة بل لجهات حكومية أمنية وعدلية كتزوير القرابة، فهل من المعقول أن لا يتم اكتشاف ذلك التزوير المزعوم من الجهات المختصة، كما تسيء إلى جهات صحية كالقتل على يد طبيب في مستشفى خاص وصور المستشفى معروفة أنه في الرياض بل تم دفن الجثة ولم تكتشف الجريمة، وهل يعقل أن يقوم طبيب بقتل مريضه بالسم ولا يُكتشف من الجهات الأمنية؟!. إنها إساءات بالغة ما كان ينبغي أن يُنعت فيها مجتمعنا وجهاتنا الحكومية.

صحيح لدينا انفتاح على ما كان مغلقاً لدينا بل محرماً علينا ولكن لا نجعله بما لا يخدم المصلحة العامة والأخلاقيات ويعكس ما لدينا من ظواهر وسلوكيات جيدة وغير جيدة بصدق بدون مبالغة تصل لحد الإساءة لنا ويقدم الحلول وتكون الدراما ذات فائدة ولها مردود إيجابي.

لهذا نحتاج تفكيراً مبدعاً متقناً نافعاً لاستغلال ما نحن مقدمون عليه من انفتاح اجتماعي يتوافق مع تطلعات المستقبل بما يخدم المجتمع ويرتقي بالتعامل والفكر.

الآن ونحن في بداية الطريق في الانفتاح الذي كنا ننتظره من سنين، فلنجعل قواعد هذا الانفتاح وأسسه سليمة قوية نافعة مبتكرة لأن ما يوضع من أسس اليوم وفي البداية سيبنى عليها المستقبل فلنُعِد النظر لأن الإصلاح يصعب إذا كان البنيان على أسس هشة، فهل نستوعب ذلك وندرك الحقيقة وليس كل مجال استجد علينا مع الانفتاح مشرع الأبواب لكل من هب ودب.

رسالة:

رسالة الإعلام والإعلان رسالة قوية ذات تأثير عجيب تغير السلوكيات، والفضائيات موجودة في كل بيت بل حتى في الأماكن العامة كالمقاهي والمطاعم وأيضاً أصبح لدينا دور سينما فلا بد من تخير ما ينهض بأخلاقيات وتعاملات المجتمع بل المأمول تغيير ما هو سلبي وليس هدم المبادئ والقيم. صحيح الفضاء مليء بالسيىء ولكن المنتج المحلي أقوى تأثيراً وما تقدمه فضائياتنا متابع أكثر من غيرها، المال ليس كل شيء يا أصحاب الفضائيات، فأنتم في يوم تاركوه لورثتكم ومحاسبون على ما قدمتم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store