Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أعاطلون ومنصوب عليهم؟!

A A
آلمني كثيراً مقطع الفيديو الذي يحكي فيه أحد العاطلين قصّة النّصْب عليه باحترافية مُحرّمة خلال بحثه عن الوظيفة الحلال!.

وفي التفاصيل المريرة أنّ شركة توظيف وهمية اتصلت به هاتفياً، وزعمت أنّها تجري معه مقابلة شخصية عن بُعْد لصالح إحدى الجهات التي قدّم فيها طلب توظيفه، ونظراً لتحدّث المُتّصل بلغة إنجليزية راقية وتقديمه معلومات صحيحة فلم ينتاب العاطل أيّ شكّ، ثمّ أخبرته الشركة أنّه مقبول مبدئياً في الجهة، وأنّ المتبقّي هو إرساله لرقم بطاقة أحواله الشخصية للمطابقة ثمّ رقم الكُود الذي سيأتيه ضمن رسالة على هاتفه الجوّال، ففعل العاطل المسكين ما طُلِبَ منه وهو سعيد، ليُفاجأ بعد أسبوع أنّه ليس هناك أيّ قبول من الجهة، وأنّ هناك من سحب قرضاً بنكياً باسمه بقيمة ١٥ ألف ريال، وأنّ عليه تسديد الأقساط، وأنّ هناك الكثير من العاطلين غيره ممّن نُصِبَ عليهم بالمثل!.

والقصّة مؤلمة، وهؤلاء النصّابين قد تجرّدوا من الإنسانية، ويحسدهم إبليس اللعين على براعتهم الشيطانية، وإلّا ما احترفوا النّصْب على العاطلين الذين يستحقّون المساعدة والمشاركة الوجدانية والمالية لا النّصْب، ويبدو أنّ للنصّابين خبرة كبيرة في الاختراق الإلكتروني، وفي استغلال عمليات الاقتراض البنكية الإلكترونية التي أدعو البنوك لمراجعة إجراءات أمانها وحصرها التام في الحضور الشخصي للمقترض، ففي هذا وقاية خير من ألف علاج، وقد تضاعف النّصابون من داخل وخارج المملكة، والضحايا هم العاطلون البريئون من الجنسين الذين لولا تعدادهم بالآلاف لما اتّخذ النصّابون منهم بيئة خصبة للنّصْب وسوق مضمون لممارسة سرقاتهم واتّجارهم واستفادتهم من مصيبة البطالة!.

والبطالة باب لا تأتي منه عند بقائه مفتوحاً على مصراعيْه سوى الريح العقيم، وفي سدِّه راحة للجميع، بل وواجب وطني مقدّس، وإنّ في استمرارها وتنامي نسبتها تشجيع للنصّابين لابتكار الجديد من النصْب، فضلاً عن عواقبها الأخرى على الأفراد والمجتمع، وهي المرض الذي يجب علاجه، بينما النّصْب بسببها هو العَرَض الذي سيزول حتماً إن عولج المرض، ويا أمان المرضى العاطلين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store