Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

ذابحو الإنسان الملتاعون على ذبح الحيوان!

A A
مع التوسع في ذبح الإنسان بكل أشكال وألوان في أفريقيا وأنحاء متفرقة من العالم، تعود فرنسا من جديد لمنع ذبح الدواجن «الذبح الحلال»، استجابة لجمعيات حقوق الحيوان!.

سافرت الى سويسرا والسويد في بداية التسعينيات، لإعداد سلسلة تقارير منع الذبح «الحلال» حيث كانت الدولتان بالاضافة الى النرويج هي التي تمنع الذبح على الطريقة الإسلامية، وتبعاً لذلك اضطر المسلمون هناك للذبح سراً، في الغابات، وفي خلفية البيوت أو على أسطح المنازل، أو الخروج لمناطق خارج حدود الدولة للذبح والعودة! ومع مرور السنوات جاء مُقترح الحُكومة السويسرية بإلغاء هذا الحظر.

وفي بداية الألفية الثانية، وباسم حُرية الضمير والإيمان التي يضمنُها الدستورُ الفدرالي، اقترحت الحكومةُ في مشروعها المتعلق بمراجعة القانون الخاص بحماية الحيوانات رفع الحظر المفروض على الذبح الحلال.

المثير الآن للدهشة حد السخرية، أن جمعيات الدفاع عن الحيوانات تنشط هذه الأيام لسبب أو لآخر، محذرة من استمرار الممارسات «الوحشية الفظة» ضد الطيور والأغنام رافعة شعار «الصعق هو الحل»!

بدورها، اختارت فرنسا هذه الأيام، قبيل شهر رمضان، لتتخذ قرارها بمنع الذبح الحلال، جارحة مشاعر المسلمين!، فإن طالب المسلمون في باكستان وبنجلاديش ودول إسلامية وعربية أيضاً بحظر شراء المنتجات الفرنسية، غضب ماكرون، متهماً إياهم بالوحشية الفظة!.

تعلم فرنسا جيداً أن منع الذبح الحلال بالنسبة للمسلم، مسألة كبيرة وخطيرة، تفوق قرارات منع الحجاب ومنع الأذان، لكنه اليمين المتطرف، بل العقل المتطرف والفكر الأعمى الذي يتجاهل ما اسمته الحكومة السويسرية في وقت سابق «حرية الضمير والإيمان»!

الأكثر عجبا أن قانون الصيد الريفي والبحري الفرنسي في مادته 214 ينص على أن «صعق الحيوانات» إلزامي قبل الذبح، باستثناء إذا كان هذا الصعق غير متوافق مع ممارسة الذبح الشعائري الديني، فيما يوجد في فرنسا نفسها 150 ترخيصاً من وزارة الزراعة والأغذية يسمح بممارسة الذبح الشعائري (الحلال) الذي يقوم على الذبح الكامل للحيوانات وهي في حالة واعية.

لكن تحالف الحيوان يقول إنه يدرك «الألم الشديد، الذي تشعر به الحيوانات المذبوحة»!

هكذا تشعر أوروبا طوال الوقت بمعاناة الحيوانات المذبوحة، أما المرأة المذبوحة على أطفالها المذبوحين فلم تعد تحرك مشاعر أحد.. هناك في فرنسا وغيرها!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store