مشروع الشرق الأوسط الأخضر

في ظل الحراك التنموي المتسارع بمشاريعه العملاقة في مختلف المجالات الحياتية التي تعيشها مملكتنا الحبيبة، تجاوز طموح عرّاب الرؤية سمو ولي العهد رعاه الله حدود المملكة العربية السعودية ليشمل الشرق الأوسط بأحد المشاريع العملاقة الذي يمثل أحد الجوانب الهامة جداً في مسيرة الحياة البشرية ألا وهو الإصلاح البيئي لحالة التصحر والتلوث الذي أصبح أحد أهم الأخطار التي تواجهها دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط بصورة خاصة حيث إن الوكالة الرسمية تقول إن العواصف الرملية في منطقة الشرق الأوسط تستنزف 13 مليار دولار سنوياً نتيجة للتصحر والانبعاثات التي تنتجها الصناعات النفطية بالإضافة إلى شح المياه وقلة نزول الأمطار.

لقد تضمن هذا المشروع تشجير 50 مليار شجرة بمنطقة الشرق الأوسط وهذا يعد أضخم مشروع تشجير في التاريخ كما يعد أكبر التحديات وأهمها لتغيير بيئة المنطقة بكاملها وما سيترتب على ذلك من فوائد عظمى.

وبما أن نصيب المملكة في هذا المشروع الضخم 10 مليارات شجرة وهذا العدد حتما سيحل الكثير من المشكلات البيئية.. أدلي ببعض المقترحات التي أتمنى أن تؤخذ في الاعتبار ومنها:

- ضرورة أن تكون المنطقة الساحلية للبحر الأحمر من الشمال إلى الجنوب في أولويات تلك الخطة وقد سبق وأن كتبت مقالاً خصصته لهذا الغرض فهذه المنطقة الممتدة سيكون لها الأثر البالغ في الاستمطار وتغطية تلك المساحات الترابية التي تسبب الكثير من المشكلات للمناطق المجاورة لها وقد يستفاد من مياه البحر بعد تحليتها لهذا الغرض لقربها من الساحل.

- اللافت للانتباه أن المناطق الجنوبية التي تقع على جبال السروات كمنطقة الباحة وعسير بدأت مساحاتها الخضراء تتصحر والأشجار تموت وهذا يستوجب إيجاد المياه اللازمة لإعادة احيائها بالإضافة إلى تشجير المناطق المتصحرة منها لما لذلك من دور بارز في عوامل الجذب السياحي.

- كما أتمنى أيضاً أن يتم تشجير كل المناطق المحيطة بالطرق السريعة بالمملكة والمناطق المحيطة بسكك القطارات.

- كما أتمنى أن يستفاد من التجارب العالمية التي تحقق نجاحها كتجربة الصين التي غيرت ملايين الهكتارات من الأراضي الصحراوية وحولتها إلى أراضٍ زراعية. والله من وراء القصد.