ارتفع عدد المصابين بالمرض «الحلو» وهم مرضى داء السكري في بلاد الحرمين الشريفين والسبب الرئيس هو أننا أصبحنا ننظر ونهتم بسعر الوجبة الغذائية أو سعر أنواع الطعام ولا نهتم ولا نعد على أنفسنا السعرات الحرارية التي يحتويها الطعام ولا حتى نعرفها.. وبما أن شهر الصيام على الأبواب شهر الشعور بالجوع لكي نعرف ونشعر بمعنى الجوع والامتناع عن الطعام والشراب في فترة النهار، للأسف في هذا الشهر نعمل العكس ونكثر في الطعام والشراب من أذان المغرب إلى آخر لحظة قبل الإمساك ولا نفكر مطلقًا في كمية السعرات الحرارية التي ملأنا بها وعاء قال عنه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: «.ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ بحسبِ ابنِ آدمَ أُكْلاتٌ يُقْمِنَ صلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثلثٌ لنفسِهِ».
وفي رمضان تكثر السعرات الحرارية بكمية لا تحصى مما لذ وطاب، حلويات وكنافة وفطائر ومشروبات مليئة بالسعرات التي تكفي أن تطعم عشرة أشخاص يتناولها شخص واحد أثناء الإفطار ولا نعد ولا نبالي بل نملئ حتى البشمة. ولكن بكل أسف لا نترك في هذا الوعاء ملء فجوة للنفس مطلقًا بالذات في شهر رمضان.. وفي هذا الشهر تكثر الأطعمة الرخيصة السعر وعالية السعرات من معجنات رخيصة ومكسرات أرخص.. لأن الأطعمة قليلة السعرات مفيدة صحيًا عالية السعر فأصبح اهتمامنا للسعر أهم من اهتمامنا للسعرات.
السعرة هي وحدة لقياس الطاقة وعلى الأخص الطاقة الحرارية للأطعمة وتعرف بكمية الطاقة اللازمة لرفع درجة حرارة واحد جرام ماء درجة مئوية واحدة.. وهي وحدة لقياس الطاقة الحرارية التي يحتاجها ويكونها الجسم لكي يقوم بعمله بشكل عادي، وذلك عن طريق احراق المواد الغذائية.. فالإنسان يحتاج للطاقة للقيام بوظائفه الأساسية للحياة، وهذه الطاقة مصدرها الأول هو الغذاء والأكسجين الذي نستنشقه.. وتختلف الأغذية في مقدار الطاقة التي تنتجها على ما تحتويه من العناصر الثلاثة الأساسية في الغذاء ألا وهي: الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.. وبكل أسف أكثر الأطعمة الرخيصة السعر بها كثافة عالية من السعرات الحرارية وغنية بالدهون وبني آدم بطبعه يحب ذلك المذاق والمطاعم تستغل هذا الضعف الغذائي لدى الإنسان وتكثر الدهنيات في ما تبيعه في مطاعمها ولاسيما في شهر رمضان.. وكل عام وأنتم بخير.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
