Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

عين الحق الساهرة

A A
حمل العرب شعلة الإسلام فأضاء نور الحق ظلمة الإمبراطوريَّات القديمة، وأنهى ظلم حكَّامها الفرس والروم، وأقام مجتمعًا متكافلًا متضامنًا دام قرونًا عديدة شمل الأندلس وبلدان العالم القديم على تعدُّد عروقهم ودياناتهم ومذاهبهم.. تمَّ ذلك اهتداء بآيات كريمة من كتاب الله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْم وَالْعُدْوَانَ﴾، و﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، و﴿إِنّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾، و﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الِّدينِ قَدْ تَبَيَّنَ الْغِيُّ مِنَ الرُّشْدِ فَمَنْ يَكْفُرُ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنُ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

ولسنَّة الحياة ولقوله تعالى في محكم التنزيل: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، حلَّ علينا قضاؤه وقدره.. فتخلَّف العرب عن ركب الحضارة والريادة قرونًا عديدةً.. ومِنْ بعدُ، أعطى جلَّ جلاله من يشاء من العرب الرزق الوفير ليستعيدوا بناء دولهم ويتَّخذوا مكانة مرموقة بين الأمم التي سبقتهم في العلوم والتقنية وإدارة الأموال والأعمال.

أثار ذلك حفيظة أحفاد الفرس والروم، ومن يدور في فلكهم.. فخطَّطوا للانتقام من أحفاد من قضوا على عرش كسرى؛ ملك الفرس؛ وديوان هرقل: ملك الروم.. سخَّروا إمكاناتهم الماديَّة والإعلاميَّة لتمزيق النسيج الاجتماعي المتماسك والمؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.. زرعوا بذور الفتنة والانشقاق بين أطياف المجتمع العربي.. بداية من تبنَّي جماعات من بني قومنا الضالين والمضلَّلين وتدريبهم لتقطيع أوصال الأمَّة العربيَّة على غرار ما فعلاه قبل سايكس وبيكو؛ وزيرا خارجيَّة الإمبراطوريَّتين البريطانيَّة والفرنسيَّة بعد القضاء على السلطنة العثمانيَّة.. دفعا تلك الجماعات المأجورة للقيام بعمليَّات قتل وتفجير وتدمير لزعزعة أنظمة الحكومات الشرعيَّة في البلدان التي تتبع نهج أهل السنَّة والجماعة في تسيير أمورها .. وبالتوازي مع حملة أحفاد هرقل، عمد أحفاد كسرى لتجنيد مرتزقتهم من بين الطائفة الحوثيَّة في اليمن التي تزعم زورًا نسبها لآل بيت الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، في حين أنَّهم من أصول فارسيَّة استقرَّ أجدادهم في اليمن في القرن الثاني الهجري.. ومن الطائفة النصيريَّة التي اتَّخذت من أعالي جبال شمال غرب سوريا موطنًا، وأطلق عليهم المستعمر الفرنسي لقب العلوِّيين، لكونهم سكَّان المرتفعات العالية، لما في هذا اللقب من تورية تنسبهم إلى الإمام علي كرَّم الله وجهه.. ومن الحشد الشعبي الشيعي في العراق الخاضع لتوجيهات مرشد الثورة في طهران لإقامة هلال شيعي فارسي يطوِّق عرب أهل السنَّة والجماعة، ويحول بينهم وبين تضامنهم وتماسكهم كما ورد في قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «المُؤْمِنُ لِلمُؤمِنِ كَالْبُنيَانِ المَرْصَوصِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»، وهذا من أساسيَّات الحكم في بلد خادم الحرمين الشريفين.. ويبدو أنَّ الغرب والدولة العظمى، تنصاع لتصنيف ملالي إيران على أنَّ مرشدهم، هو حقًّا ممثِّل وحيد للمسلمين مماثلة ببابا الفاتيكان ممثِّلًا وحيدًا للمسيحيِّين الكاثوليك.. وبذلك تتمُّ لهم السيطرة، ممَّا يسهل عليهم الهيمنة على الشرق الأوسط لنهب ثرواته ومدَّخراته.

ومع أنَّهم (يَمْكُرونَ واللهُ خَيْرَ المَاكِرينِ)، فعيون الحقِّ والقوّة المستمدَّةُ مِنْ سرد التاريخ وواقع الحال في مملكتنا ممثَّلة بخادم الحرمين الشريفين ووليِّ عهده وولاة أمورنا لهم بالمرصادٍ، فلا نامت أعين الجبناءِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store