يقول بشار بن برد:
لَيسَ يُعطيكَ لِلرَجاءِ وَلا الخَوفِ
وَلَكِن يَلَذُّ طَعمَ العَطاءِ..
للعطاء لذة مهما اختلفت أوجهه ومشاربه، ولتلك اللذة إحساس يلامس الروح كالشّهد، يحرّك الجوارح بردة فعل، تكسو النفس أثرًا طيبًا وطاقةً إيجابية، كل ذلك يتم ويجعلك تدور مع أفلاك الكرماء.
ومن أوجه ومشارب العطاء تقديم العلم والمعرفة وتغيير السلوك وتنمية القدرات في قاعات التدريب؛ الذي قد يكون مهنة عمليه تمارسها أو هواية تحب ممارستها بمقابل مادي بسيط أو بدون مقابل.
ولأن التدريب يجعلني سعيدا جدًا وأدور في فلك الكرماء؛ فأنا أحرص جدًا على أن أقدم كل ما لدي- من معرفة وخبرات اكتسبتها مع مر السنين- للمتدربين اللذين اعتبرهم وقود الإيجابية طاقةً.
لقد بدأت أمارس عملية التدريب منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، وكان الفضل لله سبحانه وتعالى ومن ثم للأستاذ الفاضل (سالم محمد سعيد كركدان) وهو بلا شك أستاذي الأول الذي حفّزني ودعمني بالتطوير والنصح والمتابعة خلال فترة البدايات.
أذكر أنه يومًا قال لي- في ليلة تسبق صباح قاعة تدريب ممتلئة- أنت من ستفتتح الدورة غدًا، لم أنم تلك الليلة جيدًا؛ حيث كنت أتدرب أمام المرآة على الكيفية لافتتاح تلك الدورة.
ومن حينها وأنا أتلذذ بشهد ذاك العطاء وتغمرني الطاقة الإيجابية ولكن تلك الطاقة وللأسف تعرضت لما يشبه بالعاصفة المدمرة التي لا يعرفها أو يشعر بها إلا أصحاب السريرة الطيبة الذين ينصدمون بأشخاص لا همّ لهم سوى تدمير الطاقة الإيجابية لأنهم وبكل بساطة لا يملكونها ويشعرون بالخوف أمامها وهؤلاء الأشخاص هم أهل الحسد وقال الله تعالى (ومن شر حاسد إذا حسد).
ولأن الحق يعلو ولا يعلى عليه وبفضل من الله أتتني الفرصة مرة أخرى على يد رجل نبيل لا هم له سوى خلق السعادة وترك الآخرين يستمتعون فيه.. عندما أتتني تلك الفرصة مرة أخرى لملمت شتاتي بعد تلك العاصفة وتأملت في حروف اسمي التي نالت العاصفة منها ما نالت وأثناء الترتيب لاحظت بأن تلك العاصفة سحبت حرف الميم من أول اسمي وجعلته في الأخير وعندما أردت إرجاعه لمكانه الطبيعي قرأت اسمي بالمقلوب ولاحظت وقتها أن مبرد لم يكن إلا مدربا حتى في قلب العاصفة حينها تذكرت بالمثل الدارج كلن له من اسمه نصيب.
** بوصلة:
وأوقدت ناري والمعاميل مرة
وشربت كيف يعشقه راس جزاع
وفكّيت سرجا من الورق بعد صرّة
وأرخيت من حبر القلم أسوده لاع
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
