Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

رمضان وثقافة الهدر

أمل وعمل

A A
لا يعتقد البعض بأن شهر رمضان المبارك هو شهر الصحة والتقليل من الطعام والشراب بل على العكس فإن البعض يرى شهر رمضان بأنه شهر المأكولات والمشروبات والحلويات والوجبات المختلفة وغيرها من أنواع الأطعمة التي اشتهر بها الشهر الكريم، فما إن يحين وقت الإفطار حتى يبدأ البعض السباق في التهام أكبر قدر ممكن من الطعام.

ثقافة الهدر من الأمور التي يعاني منها البعض بشكل عام وخاصة في شهر رمضان المبارك، وهناك أنواع مختلفة من الهدر مثل هدر الغذاء عند الفطور والسحور وهدر الوقت في نهار رمضان وليله وهدر المال فيما لا ينفع في ليالي رمضان وهدر الطاقة من خلال فتح الأجهزة الكهربائية طوال نهار رمضان، وهدر الوقود من خلال التسكع في الطرقات، غير أن أشهر أنواع الهدر في رمضان هو الهدر الغذائي والذي تتضاعف أرقامه بسبب النمط الاستهلاكي الغذائي لبعض أفراد المجتمع وهذا واضح للعيان في الأسواق وأمام المطاعم وعلى موائد الفطور والسحور.

من الأرقام المفجعة والتي أعلنت عن حجم الهدر الموجود كل عام وهو ما يزيد عن أربعة ملايين طن من الغذاء والذي جعل المملكة تتبوأ المرتبة الأولى في هدر الطعام ويكلفها عشرات المليارات من الريالات والعديد من الآثار السلبية، كارتفاع معدل السمنة بين أفراد المجتمع وانتشار المخلفات والنفايات والأكياس البلاستيكية وغيرها من الآثار التي تؤثر على الصحة والبيئة والعديد من مجالات الحياة المختلفة.

البعض يعتقد بأن بعض العادات والتقاليد وبعض أوصاف كرم الضيافة وما يعيشه الصائم من حرمان للطعام والشراب في نهار رمضان من الأسباب التي تسمح له بذلك الهدرالغذائي، ولمعالجة تلك الظاهرة لابد من رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع من خلال إبراز نماذج القدوة سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، والتأكيد لكل من يهدر الطعام بأن هناك من لا يجد الطعام أو الماء إضافة إلى دعم وتفعيل دور المؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال حفظ النعمة ودعمها للمساهمة في خفض الهدر الغذائي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store