Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

الخوف والمناعة الذاتية وكورونا

A A
يؤثر الخوف على جميع أجهزة الجسم ومنها جهاز المناعة، وهو جهاز قادر على مقاومة مسببات المرض (الفيروسات، البكتيريا وأي نوع من الميكروبات) من خلال آليات دفاعية تقوم بإبادة هذه الميكروبات، ويشمل هذا الجهاز نظاماً دفاعياً قوياً يتمثل في نخاع العظم والطحال واللوزتين والغدد اللمفاوية التي تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتفرز الأجسام المضادة التي تقضي على مسببات الأمراض.

الخوف والتوتر عاملان هامان يجعلان جهاز المناعة ضعيفًا وسهل الاختراق وهو من مسببات الأمراض من فيروسات وميكروبات وغيرها.. وتوصل العلماء من خلال الأبحاث والدراسات العلمية أن هناك علاقة بين المخ والجهاز العصبي المركزي، وجهاز المناعة، فعندما يشعر الإنسان بالخوف تستجيب له منطقة اللوزة في الدماغ فيقوم الدماغ بإرسال إشارات الى الجسم ليتأهب في مقاومة أي جسم غريب من خلال مستقبلات حسية، وإفراز هرمونات (الكورتيزول الأدرينالين) ومواد كيميائية أخرى، وهذا يعني كلما تأثر الجهاز العصبي يتأثر الجهاز المناعي ويكون الجسم عرضة لأمراض كثيرة منها فيروسية وأمراض المناعة الذاتية والسرطان.

وعكس الخوف هو الاطمئنان لذلك يدعو كل مسلم بدعاء لا أغلى منه من دعاء حيث دعا به سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حين رفع يده إلى خالقه وقال: «اللهم اجعل نفسي مطمئنة تؤمن بلقائك وتقنع بعطائك وترضى بقضائك».. فالخوف يحط في قوتك المناعية الذاتية ضد كل الأمراض حيث تنخفض وتصبح المناعة الذاتية أقل من 70% من الطبيعي

.. وفي بعض الدراسات العلمية أثبتت أن زيادة نسبة هرمون الكورتيزول في الجسم مفيد في الفترات القصيرة للتوتر والخوف، أما زيادته في الفترات الطويلة يؤدي إلى رد فعل عكسي يؤثر سلبًا على عمل كريات الدم البيضاء وبالتالي يؤثر على مناعة الجسم.

فيروس كورونا وباء جديد على البشرية انتشر في جميع أنحاء العالم، وشكل مخاوف عدة وتوتر كبير بدرجات متفاوتة لأسباب كثيرة، فكانت ومازالت وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ووسائل التواصل الاجتماعي دائمة في تقديم أخبار كثيرة وبشكل مكثف وتقارير مفصلة عن الفيروس، وتقارير عدة من متخصصين وغيرهم، وتناقل المعلومات بين الأفراد بأساليب ترويعية وتخويفية بسبب عدم الوضوح الكامل لتبعيات الفيروس وتضارب المعلومات، بالإضافة إلى أسلوب الحظر والحجر الذي فرضته بعض الدول، وأخبار الوفيات التي تحدث بشكل يومي إن كان بسبب الفيروس أو غيره، كل ذلك جعل من الفرد كيانًا غير سوي نفسيًا، ووضعه في حالة خوف وتأهب، وشكل ذلك عند البعض وساوس بكل ما يتعلق بالفيروس لدرجة المبالغة والاستسلام.

أختم كلماتي قائلا «اللهم اجعل نفسي مطمئنة، وأبعد عنا الخوف واجعل رمضان شهر الاطمئنان وتعلو مناعتنا ضد كورونا».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store