Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

المسحراتية «3»: خليك «روش» و«سمارت» وفك.. وكله قاعد ع الفيس بوك!

A A
لم يترك آخر سلالة امبراطورية المسحراتية في مصر الصديق الشاعر جمال بخيت شيئاً من هموم الناس المعاصرة دون أن يتطرق إليه. وبدءاً من أزمة النيل نهاية بما يجري في فلسطين، مروراً بالفول، والفيسبوك والزمالك والأهلى، ومأساة القطارات مضى جمال ينقر ويطبل ويبشر بالأمل، ويقول!

وفيما كان الناس منشغلين بفوز الأهلي على الزمالك، جاء صوت جمال قوياً وهو يقول: مسحراتي والدرب سالك.. ومشيت يا بلدي أسأل سؤالك: الأهلي صاحي.. طب والزمالك؟ إمتى هيصحى ويفوز كذلك؟ سؤال شاغلنا، من قبل جيلنا.. دوخ عقولنا واحتار دليلنا.. وخلق قاصدة .. تلحس دماغنا.. وخلق تكسب من خلف ذلك! ع الكورة لما اتركنا ركنة.. كل الأعادي هزت شباكنا.. وجابوا فينا أجوان كتير.. وقسمونا لما اتهلكنا!

قبلها بيوم كانت نوبة من الالتياع تسود أوساط الشعب المفجوع، وكان جمال يكتب قبل سنوات عن المرور: والقطر اللي ف بلدنا.. كائن عجيب غريب.. ما بيكتفيش بإنه.. يخرج عن القضيب.. ممكن يخش بيتك، وسيادتك والنصيب.. يا تكون بين الضحايا، يا تقطع الأمور! مسحراتي جوه المصالح.. وشوفت فيها صالح وطالح.. وناس شريفة بإدين نضيفة، وناس مخيفة بوش كالح.. أولها واحد يفتح لي درجه.. يمص دمي ويعلي برجه.. ببق واسع، وذمة واسعة.. يتمشى فيها الحرام ويسعى!.

وعلى وقع أزمة النيل، راح بخيت ينادي من قديم ويقول: مسحراتي والنيل.. دا نيلي! ما بين صحارى الزمان دليلي.. وايه جرى لي وايه جرى له؟! كنت اشتكيله.. بقا يشتكيلي! النيل تجلي في مصر وتمصر.. وقرالها آية مما تيسر.. طب مين يوضح ومين يفسر.. مين اللي عايز يخدش جلاله.. مين في صالحه يعطش سبيلي.. وايه جرى لي، وايه جرى له؟ كنت اشتكي له، بقا يشتكيلي!

وفي شأن مصري آخر، ومع استفحال أزمة الدروس الخصوصية أنشد جمال يقول: مسحراتي شبرا وخلوصي.. خالع سناني وخالع ضروسي.. ومدرس ابني واخد فلوسي.. كأنه مؤمن وأنا المجوسي! يا عم شوقي .. يا ابن الأصول.. يا أمير زمانك في الشعر.. قول، صحيح يا شوقي إن المعلم، في زمانكو قرب يكون رسول؟ طب ليه المعلم فـ زمانا.. ما بقاش ينور أجمل شموسي.. ومدرس ابني واخد فلوسي؟!.

قبل أيام كنت في منزل الصديق الأعز الشيخ طلال الزاهد، عندما تركت سيدة المنزل كل الأطباق الفاخرة من لحوم مشوية وخضروات مقلية، ومأكولات بحرية، وأرادت أن تكرمني فخصتني بطبق الفول! وما إن لمح صديقي الطبق حتى صرخ: فول ايه ؟! آخرتها فول! وضحكنا من القلب! عدت بذاكرتي الى أيام «الدماسة» الموضوعة على لمبة نمرة عشرة، وكان سحور جمال بخيت يرن في أذني: أسحر ما أسحر، أقبل وأبحر، هادور وأفحر، واجيبك يا فول! يالوز الغلابة، يا أكل الطيابة، وأهل النجابة، ولاد الأصول! زرعتك.. ربحتك، ولا يوم قاوحتك، وبافرح بريحتك، وأدق الطبول.. مدمس.. مدمس.. فـ»قلبي» ملمس، تعالى وغمس.. تنال القبول!.

غير أن جمال بخيت الذي كان يمتعنا بقصائده في ليالي رمضان بالقاهرة، راح يعبر عن ضيقه بضياع جمال ورونق كل سهرة، قائلاً: يا خلق هو.. اللمة أهم.. طعم الحياة.. وتفريج الهم.. سلام حميم.. من لحم ودم.. قالوا لي: ده أيامكو ياعم! خليك روش وسمارت وفك.. وكله قاعد ع الفيس بوك! يا جماعة طب نتكلم جد.. حلو الكلام بينا ح يمتد.. وكل حد يسامر حد.. وكل يد، تحس بيد.. قالولي خلص يالا وسك.. وكله قاعد ع الفيس بوك! يا جماعة شيء في العمر اختل.. نبض الحياة من ايدنا انسل.. ممكن نفكر ونشوف حل.. قاتلولي (دلت).. كبر .. حل.. ياقشطة كيك على إيه هاتلك.. والكل كمل ع الفيس بوك!

مع ذلك، وفي سهرة كلها أمل، راح الشاعر يتمسك بالأمل، مردداً: شبابنا طاقة.. على البراءة.. وضميره لسه مليان إضاءة.. بكلمة صادقة.. رح توصلوله.. ولا بمنافقة ولا بالحداقة.. إدوا له فسحة أمل فـ بكره.. سيبوه يحب أحس ما يكره.. خلوه يحقق ذاته بذاته.. هو اللي جي واحنا اللي ذكرى!

أخيراً يمارس جمال بخيت مهام المسحراتي الفلسطيني فيمضي وأنا خلفه مردداً: مشيت على أرضها إنسان.. وعرقي فرحان بحصاها.. ورفعت فيها بقلبي أدان.. ولسه قبلتي أقصاها.. أعدائي هم أعداءها.. أعضائي بتلبي نداءها.. دمي اللي سال من شهدائها.. لسه حنانه في شراييني.. أختار ملامحي وأكدها.. على شكل أرض فلسطيني!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store