الحمد لله.. لا ناقة للفلسطينيين ولا جمل فيما حدث على جبل الجرمق وأدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحي الإسرائيليين. صحيح أن الجبل كان لهم، شأن مدينة صفد وشأن الجليل، لكن واقع الحال يقول إنها الكارثة الأبشع في إسرائيل!
ويقيناً لو أن الحادث وقع في القدس المحتلة، أو بالقرب منها وليس في الجليل، لقيل إن للفلسطينيين يداً فيما جرى، وعندها سيكون الانتقام السنوي بكل الأسلحة ولو بالنابالم في ليالي رمضان!.
وقد يسأل سائل، وهل الفلسطينيون العزل خاصة النساء والأطفال والشيوخ يحتاجون الى المزيد من الانتقام، وهم يهجَّرون من أرضهم وبيوتهم في الأرض المحتلة؟ّ، والإجابة أن اسرائيل لا ولن تمل من الانتقام من التاريخ الذي يلاحقهم ومن الجغرافيا التي تحاصرهم ومن كل القرارات الأممية التي تذكِّر بدولة فلسطين!.
اللافت للنظر في كارثة إسرائيل أن منظمي الاحتفال وحاضريه هم من اليهود المتشددين، ولولا سطوتهم ونفوذهم لما أقيم الاحتفال بعيد شعلتهم وحضور نحو 300 ألف شخص في مكان لا يتسع لهذا العدد!
ولأن الحادث بكل ملابساته شأن اسرائيلي محض، وبعيداً عن الدخول في جدل التعاطف من عدمه، وعن كل مسائل الاجتهاد والتأويل، سنتوقف سريعاً عن المكان وخاصة عن جبل الجرمق، وعن مدينة صفد، وعن منطقة الجليل.
أما الجبل الجرمق (Mount Meron) بالإنجليزية وكما تقول دائرة المعارف البريطانية فهو أعلى جبال فلسطين، علوه 1208 أمتار. ويقع شمالي غربي صفد، القريبة من الجليل. ومن الجرمق تتفرع عدة أودية مخصبة لجهة الشمال الغربي والشمال الشرقي والشرق. وهو وادٍ كثير الأترج والليمون، وسمى «الجرمق» نسبة إلى «الجرامقة» القبيلة العربية التي تركت منازلها في اليمن ونزلت شمالي فلسطين وجنوبي لبنان في العصور الماضية، وخلدت اسمها في جبل الجرمق هذا، وكذلك في اسم الجبل (1030 متراً) الواقع بناحية الريحان في جنوب لبنان.
وأما صفد فهي إحدى مدن فلسطين التاريخية، وتقع المدينة في منطقة الجليل، كما تُعتبر واحدة من أكثر مدن البلاد ارتفاعاً عن سطح البحر بحوالي 900 متر فوق سطح البحر. وتقع على بعد 134 كم شمال القدس وتطل على بحيرة طبريا ومرج بيسان الواقعين إلى الجنوب الشرقي منها وعلى جبل الجرمق إلى الغرب. وتبلغ مساحة المدينة 29.248 كم، ويقطنها اليوم حوالي 28,000 نسمة -معظمهم من اليهود-، بعد تهجير أهلها العرب في حرب 1948. وفي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، كانت مركزاً لقضاء صفد.
وأما الجليل فهي منطقة جغرافية في شرق البحر المتوسط، ومن أكبر مدنها الناصرة وصفد وعكا، ومن الناحية الديموغرافية يشكل عرب 48 نصف عدد السكان الإجمالي، ومن بينهم المسلمون والمسيحيون والدروز.. وشكراً!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
