Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

مهلاً أيها الدعاة

A A
بطبيعة الحال وسائل التواصل الاجتماعي تأتيك بمقاطع عدة مكتوبة أو صوتية أو بالصوت والصورة، ومن تلك المقاطع مقاطع دعوية ومقاطع إفتاء وتوجيه. وحقيقة تجد أن بعض تلك المقاطع تحمل في طياتها العجب فمثلاً تحريم ما لم ينزل الله به من سلطان من أحدهم، فعندما انتشرت صورة للمجندات اللواتي تم توظيفهن في السلك العسكري مؤخراً حرم ذلك، وقال إنه من فعل الكفار ولم يأتِ بدليل من الكتاب الكريم ولا السنة النبوية المطهرة ولا دليل عقلي ولا نقلي، فمثل ذلك الأمر يلبس على العامة أمور دينهم ودنياهم. وأيضا استمعت لمقطع ذكر فيه المتحدث الداعية وله برنامج مشهور عند سؤاله عن مشروعية الدعاء بعد السلام والفروغ من الصلاة، قال إنه غير مشروع والمشروع قبل السلام، وفي قوله خطأ كبير لأن الدعاء مشروع في أي وقت وفي أي مكان إلا ما كان في وضع غير لائق «وقت قضاء الحاجة» أو في مكان غير لائق مثل دورات المياه وكان الأولى به أن يقول قبل السلام أحرى بالإجابة وأفضل من بعد السلام. وعموماً هناك أوقات ذكر أنها أوقات إجابة وليس معنى هذا أن الدعاء غير مشروع في غيرها من الأوقات.

وثالث سئل عن قراءة القرآن الكريم في رمضان فقال إنه يكون ليلاً ولم يقل إنه جائز ومرغوب ليلاً ونهاراً، والمسلم بظرفه ووقته المتاح ليلاً أفضل والأفضلية الكبرى فجراً ولكن لا يمنع ذلك من قراءته في كل حين بشرط المكان المناسب والوضع المناسب.

ورابع سأل عن البسملة عند الوضوء في الحمام فقال جائز لأن وضع دورات المياه يختلف في الحاضر، ومن ضمن ما قال إن الصلاة تجوز فيها، وإن كانت جائزة كما قال فليس من الأدب ولا يليق بها أن تكون في الحمام، وهل ضاقت البيوت والأماكن حتى نصلي في الحمام؟.. قد أعذره لأني آخذ من كلامه أنها طاهرة ولكن لو لم يأخذ جاهل بأدبية الصلاة وقدسيتها وصلى في الحمام وترك الأماكن الافضل في المنزل، هل هذا يليق؟.

ومن هنا أقول يا دعاة أنتم تخاطبون كل العقول، فمهلاً وتخيروا الألفاظ ودلالاتها، هناك العامي وهناك القاصر وهناك الجاهل وهناك المقلد وهناك العالم، ودعوا ما يعلن على العلن يناسب من تخاطبون، فالكلمة أمانة.

رسالة:

لكل عامل وُكِّل بالعمل والتنظيم في الحرمين الشريفين ويأخذ أجرة، كبُر منصبه أو صغر، لا تكسب الأجرة وتفقد الأجر بعدم حسن التعامل والتطفل مع المصلي والمعتمر والحاج والزائر للحبيب صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضى الله عنهم وعن الصحابة أجمعين، واخفضوا أصواتكم عند المقام الشريف حتى لا يحبط عملكم من صلاة وصيام وصدقة، نسأل الله العافية.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store