Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

«27-28».. ليلة القدر وليلة المكر!!

إضاءة

A A
فيما كان المقدسيون الفلسطينيون وغيرهم ممن تمكنوا من تجاوز البوابات الحديدية ونقاط التفتيش الإلكترونية، يتوجهون بالأمس، لتحري ليلة القدر في الأقصى المبارك، كان الصهاينة من جماعة "الهيكل" قد انتهوا من صياغة خطتهم الرامية الى اقتحام واسع الليلة لتأدية طقوس علنية يختتمونها صباح اليوم 28 رمضان، مؤكدين أن عدداً كبيراً من كبار حاخامات الجماعات المتطرفة وقادتها ينتظرون قطعان المقتحمين عند باب المغاربة!

تابعت على الهواء، محاولة خنق الأقصى في ليلة القدر، تلك المحاولة اليائسة والبائسة والمكشوفة، التي يراها الأعمى، فيرتد إليه البصر! والثابت أنهم في خضم جنونهم كل رمضان، لا يدرون أنهم يوقظون البركان، ولا يدرون أنهم يجعلون الفلسطيني الثائر على الظلم والطغيان، يرسم ألقه الجميل على الدخان!.

الثابت كذلك، أنهم بجنونهم ومن حيث لا يدرون، جعلوا القدس تعود الى الساحة العالمية، وهي التي كانت أو كادت تختفي أو يخفيها البعض من المناهج العربية!

هكذا مضى الحال، حال المخلصين في كل مكان، وهم يتابعون القدس تعود بقوة.. قوة الايمان بعدالة القضية الى الضمائر الحية، والوجدان!

قبل الفجر، وأثناء تحري ليلة القدر، كانت زهرة عربية تؤكد أن للأقصى رجالاً لا يضرهم من يخذلهم، وكنت أردد ما قاله عبد الله رضوان: يا أم سميني، فأنا فلسطيني، عربية لغتي، حلمي وتكويني، يا أم سميني!

في تلك الأثناء، كان المراسل التلفزيوني يتحدث عن إصابات مؤكدة، وكنت منشغلاً بسماع تلاوة أعقبتها تكبيرات وهتافات وصيحات محددة!، كانت القراءة غير معتادة، فأيقنت أنها البشارة المؤجلة!.

ويا أيها الحالمون، بأن نصبح كلنا كما تخططون لنا وكما تريدون.. ساحة للتنكر للقدس وفلسطين من المحيط الى الخليج.. أنتم واهمون.. لقد بنيتم لنا وللأقصى من جديد دون أن تقصدوا جسراً للنهوض! ها نحن الآن كباراً وصغاراً، مثقفين وغير مثقفين، نردُّ مكركم، حيث تشكل بالأمس وطن واحد يتلو ما تيسر من القرآن، وحيث الحلم الكبير بعودة الأقصى الأسير يشاد الآن!

لقد عادت لغة الكرامة ولو في شكل بيان أو دعاء، أن اخرجوا من القدس العربية، بلد الكرامة والكبرياء.. اخرجوا الآن، فلن تهنأوا بالعيش فيها، إلا كسياح، مهما كثر عدد الشهداء!

هل كنتم تدرون، وأنتم تخططون أن كل عربي ومسلم وكل منصف في الكرة الأرضية كان يتابعكم وهو ينادي ويناجي القدس مردداً: عليك السلام.. عليك السلام؟!

هل علمتم الآن أن ثمة من عاد يكتب ويرسم الأقصى على الجدران؟! نعم! الأقصى نكتبه الآن على جدران بيوتنا، وفي قلوبنا، وباتت صورته الآن أجمل ما يهديه حبيب الى حبيبته، يرسلها لها كي تضعه على صفحتها ولكي تضيء جبهتها الجميلة!.

ويا أيها الصامد في وجه المغتصب، تبَّت يد الغدر وتب، ها أنت تطهر الأرض من آثار خيولهم المذعورة مثلهم، تدحوها وتبرئها وتشعل فيها النار، وتشعل في أقلامنا وقصائدنا دم الأحرار! لا عذر اليوم للذين يلوذون بالصمت ويبررون عكوفهم بالعجز عن الكتابة دون وقود.. إبداعكم اليوم شعراً أو نثراً.. مسرحاً أو غناء هو المطلوب!

صه! هذه رسالة من سميح القاسم يقول للمتآمرين على الأقصى وعلى بيوت حي الشيخ جراح، نيابة عنكم: تقدموا تقدموا! كل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم! تقدموا.. يموت منا الطفل والشيخ ولا نستسلم! تقدموا بخيولكم.. بناقلات جندكم، وراجمات حقدكم.. وهددوا وشردوا ويتّموا وهدّموا.. لن تكسروا أعماقنا.. لن تهزموا أشواقنا.. نحن قضاء مبرم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store