Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

الإعجاز العددي..!!

A A
لا يتوقف الإعجاز القرآني على زمان أو مكان، ولا على فئة من دون غيرها، ويظل هذا الإعجاز يتفوق يوماً بعد يوم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

إن إعجاز القرآن ثابت، ولسنا بحاجة إلى تكلفات من أجل أن نثبت أن القرآن معجز، وحتى إن أردنا البحث والتمعُّن في هذا الإعجاز لابد لنا أن نتجه الى مصادر المعرفة الأساسية والموثوقة بجدية، ولا نتجه الى صفحات الانترنت ونأخذ منها المعلومة دون التأكد من صحتها وموثوقيتها من أهل العلم الثقات، حتى لا نكون فريسة للحشو والدسائس في ديننا وفقهنا وعلمنا من قبل المغرضين والأعداء على الإسلام.

مع الأسف تساهل الكثيرون منا في التحقق من أي معلومة ومصدرها، وبات ينقلها وينشرها بجهل في جميع أدوات التواصل الاجتماعي، وهذه الظاهرة منتشرة وبكثرة، وكانت للعوام من الناس سهولة وسرعة، ولكن الأمر تجاوز ذلك وصولاً الى بعض المعلمين في المدارس، وخصوصاً في نقل كل ما يخص الإعجاز العلمي والعددي بالقرآن الكريم بين طلابهم دون جهد أو عناء وبقصد أو بغير قصد في التأكد من مصادر معلوماتهم المتعلقة بكتاب الله، فهل وصلت الأمور إلى هذا الحد؟.

يقول الإمام أبو بكر الصديق خليفة رسول الله وملازمُه: «أي أرض تُقلُّني؟! وأي سماء تظلُّني؟! إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم»، ويعني أنني إذا قلت ذلك فقد تجرأت على الله تعالى، فأكون قد أخطأت فلا تحملني الأرض لعظم ما قلته، ولا تظلني السماء لكبر ما تقوَّلته.

تناولت العديد من المواقع الالكترونية المشبوهة موضع الإعجاز العددي في القرآن الكريم بطرق متنوعة وروايات ركيكة، لاستدراج عاطفة المتلقي قبل عقله في جمع المتشابهات من الأرقام أو توافقها، تلاعباً في الأدلة والافتراء. ضعف إيمان وتراخٍ وكسل منا قد يمكنهم منا بشكل كبير للتشكيك بديننا وقرآننا بين مدرس متهاون وطالب متعاون، معلومة ضعيفة وحقائق عجيبة، يجمع أعداد كلمات مثل الليل والنهار والجنة والنار وعدد أيام السنة وتعظيم الرقم 19 ويتم ربطها بالإعجاز في القرآن، والله إن هذا قصور وتهاون كبير.

إنّ الإعجاز هو إثبات العجز، فهو ضد القدرة ويُعبّر به عن القصور عن فعل الشيء، وثبوت الإعجاز وتحققه يُبيّن قدرة المعجِز وصدقه في تحديه، والإعجاز القرآني هو عجز المخاطبين بالقرآن أثناء نزوله عن الإتيان بمثله أو بمثل آية من آياته، مع استمرار هذا التحدّي إلى قيام الساعة، وأثبت أنّ القرآن الكريم هو كلام الله المعجِز،

والإعجاز القرآني أربعة أنواع: الإعجاز التشريعي، الإعجاز البياني، الإعجاز الغيبي، الإعجاز العلمي، بعيداً عن الإعجاز العددي الذي لا يؤخذ به وإن وجد فهو من لطائف القرآن.

التعليم أمانة، ونقل العلم أمانة، ونقل المعلومة أمانة، والقرآن الكريم خير أمانة، والمؤمن مؤتمن، والإسلام باقٍ، وأعداؤه كثر، فكونوا حذرين، فـ(من مأمنِه يؤتى الحذر).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store