Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

قمة الأنانية

A A
قال تعالى (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن الله عليم قدير) وقال تعالى (ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍۢ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ ضَعْفٍۢ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍۢ

ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ).

والحقيقة التي يؤمن بها كل كائن حي وعلى رأسهم البشر والجن هي الموت وهو حتمي والله قال (كلُّ نَفْسٍۢ

ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ).

وكل البشر يكرهون أن يكونوا عالة على غيرهم ونحن كمسلمين نتضرع إلى الله بدعاء كم سمعته من سيدتي الوالدة رحمها الله رحمة الأبرار ورحم أبي ورحم أمواتنا وأموات المسلمين جميعاً «الله لا يثقل بنا أرض ولا يزعل بنا خلق».. ورحمها الله على قدر خطورة مرضها وإزمانه وطول مدته معها لم تقعد إلى ساعة وفاتها عليها من الله آلاف الرحمات.

الكبير المقعد أو فاقد الأهلية حمله كبير وخدمته صعبة وما أود التوصل إليه أننا كم نرى من كبار السن فقدوا الأهلية ولم يعودوا يعلمون بعد علم شيئاً ومن الكبار أيضا من بلغ به الوهن إلى أن أقعده ومنهم من تمكن منه المرض وأصبح عالة نسأل الله السلامة والكل يعرف ما يعانيه الاهل من خدمتهم والحقيقة أن كل هؤلاء في وضع يستحيل تحسنه أو شفاؤهم منه وتسمع من المقربين لهم أبناء وبنات يدعون لهم بطولة العمر والأولى أن نطلب من الله لهم حسن الختام وهو ما كانوا يدعون الله به وأن لا يكونوا عالة والدعاء لهم من الأبناء وذويهم بطولة العمر بحجة أن الفراق صعب في حين أن والديهم في وضع لا يتمناه الابناء لأنفسهم وفعلاً تلك قمة الأنانية وخاصة إذا ما كان المقعد والعاجز يتألم مع طول بقائه أو انه أصبح في حالة ضعف وخرف يرثى له وينظر إليه بعطف.

الكبر والعجز والضعف حقيقة والموت النهاية الدنيوية والإنسان لا يفنى من بعد أن خلقه الله عز في علاه في ظهر أبينا آدم عليه السلام إنما يتنقل في الارحام إلى أن يخلق في الدنيا وبعدها الوفاة والبرزخ ثم البعث والحساب وجنة «نسأل الله أن نكون من أهلها بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم»، أو نار «نعوذ بالله منها ومن صنيعة أهلها»، فهو يتنقل من حياة إلى حياة أخرى.

رحمة بكبار السن والمقعدين والعجزة ومن أصابهم الخرف ادعوا لهم بحسن الختام وأقلها لا تتمنوا لهم طولة العمر خوفاً على أنفسكم من حزن فراقهم ويكون ذلك على حساب ألمهم وعلى حساب نظرة العطف عليهم،

الموت لا مفر منه والمطلب الأكبر في الدنيا ومن الدنيا حسن الختام ويكون على شهادة وتوبة وطهارة وحب لقاء الله جل جلاله وعز في علاه.

رسالة:

اطلبوا من المولى عز وجل حسن الختام وادعوه بدعوة الوالدة رحمها الله «اللهم لا تثقل بي أرض ولا تزعل بي خلق» واطلبوا من الله عز في علاه أعلى الجنان بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم واجتهدوا في تحسين أخلاقكم فقد قال صلى الله عليه وسلم «أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً» اللهم اجعلنا جميعا منهم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store