Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

بعد سنتين عرفت (السر)..!

A A
* قبل سنتين استقدمت ابنتي عاملة منزلية، وقد ضمنت العقد جملة من الشروط كما هو المعتاد، إلا أنه وبعد ما يزيد عن ستة أشهر وصلت تلك العاملة (منزوعة الشروط)، وأهم شرط الديانة.. تم رفضها في البداية، وبقيت في المكتب ما يزيد عن العشرة أيام، إلا أن الضرورة حتمت فرض سياسة: (القبول بالأمر الواقع).

* تم استقبالها، وبدأت عملها، فيما بقيت القناعة تراوح بين إعادتها أو الأخذ بنصيحة من سبق لهم الاستقدام بذات ظروفها، أن الأفضل أن تستمر بما أنها تقوم بعملها، وهو ما تم بالفعل، يضاف إلى ذلك ضيق الوقت، وشدة الحاجة إليها.

* مرت الأيام سريعة، وها هي تطوي عامها الثاني، والتفكير السائد أنها ترغب في أخذ إجازة، إلا أن ما لاحظته عليها من فترة لأخرى أنها تطرح بعض الأسئلة عما تشاهده في قناة القرآن الكريم، والطواف، وما عايشته في المنزل من أداء الصلوات، والصوم، إلى غير ذلك من الأسئلة، التي لفتت الانتباه إلى وجود رغبة قوية لديها باعتناق الإسلام.

* نقلت ابنتي إليَّ تلك الرغبة (البشارة)، وكيف من الممكن مساعدتها في ذلك؟ تملكتني مشاعر الفرح حيث لا أعظم من شعور سماع من ينطق الشهادتين، في نقلة عظيمة له بين (عمرين)، وذلك فضل عظيم، يختص به الله من يشاء من عباده، فيشعرون بكل معاني الفرح، وهم يجدون معنى أن تكون (عبداً لله)، خالصاً في توجهك إليه، صادقاً في بحثك عنه، مطمئناً لما وجدته في دين عظيم يرتقي بالإنسان، ويبقيه في (أحسن تقويم).

* ولأننا في وطن عظيم، فلم أجد مشقة في الوصول إلى من يعينها على ذلك، حيث تواصلت مع جمعية الدعوة والإرشاد، وتوعية الجاليات بشرق جدة، الذين تجاوبوا سريعاً، فحضر كل من الشيخ أحمد المالكي، والشيخ عبدالرشيد (داعية فلبيني) حاملين معهما كل ما يعين حديث العهد بالإسلام من كتيبات وهدايا، فضلا عن جلسة حوار تشعر وأنت تسمعها بعظمة هذا الدين، والحوار ينتهي بنطق الشهادتين، وإضافة (فاطمة) إلى تعداد المسلمين.

* هل انتهى دور الجمعية هنا؟ أبداً فهنالك إجراءات رسمية حيت ستصدر لها شهادة بإسلامها؛ ليتم بعد ذلك تغيير الديانة في إقامتها، فضلاً عن فتح قنوات للتواصل معها بكل ما يعينها على فهم الإسلام، فمن يدري ربما تكون مشروع (داعية) في بلادها، أقول ذلك وأنا أعود بالذاكرة إلى بداية استقدامها، وما صاحب ذلك من ظروف كلها تدعم عودتها، واستبدالها بغيرها، ومع ذلك (بقيت)؛ لخير أراده الله لها حيث (إسلامها)، وهو سر عرفته اليوم بعد سنتين من استقدامها، وعلى بعد أشهر من عودتها إلى بلادها، فإذا أراد الله شيئاً هيأ أسبابه، سائلا الله لها الثبات، اللهم آمين.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store