كل الاحترام للانتفاضات الفلسطينية السابقة بما فيها انتفاضة الحجر، لكن ما جرى حول الأقصى ومازال يجري، هو أكبر! لقد شاهد العالم كله كيف يضرب الجيش الإسرائيلي ثم يجري مختبئًا خلف الشجر، أو من وراء جدر! صحيح أن أرقام الشهداء، وحجم الدمار قد لا يعكس ضخامة ما حدث، لكن الشيء المهم هو عودة الحديث بقوة عن القدس الشرقية باعتبارها عاصمة دولة فلسطين المستقلة! إنها عدالة القضية، وقبلها عدالة السماء التي جعلت اسم القدس العربية يتردد من جديد في عواصم ومدن العالم كله، بل إن الرئيس الأمريكي بايدن الذي نقل عنه قوله إنه لا يشترط أن تكون يهوديًا لتكون صهيونًيا، قال الأسبوع الماضي إن قضية القدس الشرقية لم تحسم بعد، وأنها ستكون موضوعا للتفاوض بين الجانبين! على أن الأجمل من ذلك كله، أن الشعب العربي الذي لم يكن يعرف من أسماء المدن الفلسطينية سوى القدس وغزة وبيت لحم ورام الله ونابلس والخليل وخان يونس وأريحا، وربما قلقيلية وجنين والرملة ويافا والناصرة وطولكرم.. هذا الشعب بدأ يعرف عسقلان واسدود ومدينة المجدل المحتلةّ! لقد بدأ يعرف مدينة بئر السبع المحتلة ومدينة اللد المحتلة، ومدينة يافا المحتلة، ومدينة حيفا المحتلة، ومدينة عكا المحتلة! وإذا سألك ابنك أو ابنتك.. حفيدك أو حفيدتك عن مدينة المجدل المحتلة، فقل له إنها المدينة التي تشبه مدينة المحلة في مصر حيث صناعة الأقمشة وحياكة الأقمشة القطنية والحريرية التي كانت تباع في أسواق فلسطين.. ويعتبر جامعها الكبير من أبرز آثار المجدل بناه «سيف الدين سلار» .. لقد أقام الصهاينة على أراضيها مدينة (اشكلون). وإن سألوك عن مدينة بئر السبع المحتلة، فقل لهم إنها سميت كذلك نسبة إلى آبار سبعة قديمة بها، وقيل إنها دعيت بذلك نسبة إلى البئر التي حفرها سيدنا إبراهيم والنعاج السبعة التي قدمها لزعيم المنطقة (إبيمالك) لخلاف وقع بين رعاتها.. وقد احتلها البريطانيون بتاريخ 31 تشرين أول 1917، فكانت أول مدينة فلسطينية تحتلها القوات البريطانية. لقد مزقوها وحولوها إلى مدن مثل ديمونا وعراد، وإيلات، ونتيفوت، وافقيم، ويروحام، وسدي بوكر! وإن سألوك عن مدينة الرملة المحتلة، فقل لهم إنها إحدى المدن التي أقيمت في العصر الإسلامي - الأموي، والفضل في إقامتها يعود إلى «سليمان بن عبدالملك» الذي أنشأها عام 715هـ وجعلها مقر خلافته والرملة ذات ميزة تجارية وحربية إذ تعتبر الممر الذي يصل يافا (الساحل) بالقدس (الجبل) وتصل شمال السهل الساحلي بجنوبه. وهي مثل باقي مدن فلسطين، أقام الصهاينة على أراضيها العديد من المستعمرات، وتشهد على جرائمهم المواقع الأثرية الهامة، مثل قصر سليمان بن عبدالملك، والجامع الكبير وبركة العنزية، وقبر الفضل بن العباس، ومقام النبي صالح. وان سألوك عن مدينة اللد المحتلة، فقل إنها تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة يافا وقد أحرقها الرومان عدة مرات وأعادوا بناءها، ثم فتحها عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد أن فتح غزة وسبسطية ونابلس واتخذت عاصمة لجند فلسطين إلى أن بنيت الرملة، بعد النكبة أنشأ الصهاينة فيها مستعمرة زيتان، ومستعمرة ياجل وتقع بالقرب من المطار ومستعمرة احيعزر، ومستعمرة جناتو.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
