Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

قطار الرياض - مكة المكرمة.. هل سيتحقق الطموح؟

A A
شبكة القطارات في المملكة العربية السعودية تعتبر من الشبكات الحديثة والمتطورة، حيث كانت خريطة السكك الحديدية محدودة جدًا، فكانت البداية بخط شحن البضائع بطول 564 كيلومترًا من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام إلى الرياض، ثم أنشئ خط لنقل الركاب بطول 449 كيلومترًا من الدمام إلى الرياض، ثم تلاه التطور الكبير في السنوات الماضية بإنشاء قطار الشمال الجنوب الذي تديره شركة (سار) بطول 2750 كيلومترًا وبتكلفة 10 مليارات ريال والذي يتكون من خطين رئيسين، الأول من الرياض إلى القصيم وحائل والجوف إلى مكامن الفوسفات ومجمع وعد الشمال ثم إلى القريات عند الحدود الأردنية، أما الخط الثاني له أهمية كبيرة في نقل الثروات المعدنية مثل البوكسايت إلى رأس الخير حيث تتم معالجته وتصديره وكذلك إلى الجبيل الصناعية والدمام.

وفي المنطقة الغربية تم إنشاء قطار الحرمين السريع والذي يعتبر الشريان الحيوي لنقل المعتمرين والحجاج والسكان بطول 450 كيلومترًا وبلغت تكلفته 63 مليار ريال وهو خط حديدي يعمل بالكهرباء يصل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بمدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ وتبلغ سرعته 300 كيلومتر في الساعة.

ورغم هذا الإنجاز الكبير لشبكة سكك الحديد إلا أنها في وجهة نظري لازالت محدودة ولم تغطِ بقية مدن المملكة وعلى وجه الخصوص الخط الرئيس والأهم بعد قطار الحرمين هو خط العاصمة الرياض - مكة المكرمة وهو الأكبر طولاً والأهم اجتماعيًا ليربط بقية المحافظات في الطريق بين الرياض ومكة المكرمة ومنها إلى جدة والمدينة المنورة وبهذا نكون قد ربطنا الشرق بالغرب مرورًا بالوسط حيث العاصمة الرياض، وهو خط له أهمية كبرى للسكان، ويتيح فرصة لذوي الدخل المحدود والعوائل لاستخدام هذه الوسيلة التي تخفف عليهم التكاليف والجهد وعناء السفر كما له بعد اقتصادي يساهم في تخفيض تكلفة النقل التجاري، وينخفض الضغط على استهلاك الطرق البرية.

أما الخط الثاني والمهم أيضًا وهو خط الجنوب السعودي من جازان إلى جدة مرورًا بعسير والباحة والطائف إلى جدة، وهو خط يمثل كثافة سكانية كبيرة رغم صعوبة التركيبة الجبلية إلا أن خطوط السكك الحديدية العالمية تجاوزت صعوبات الجبال والبحيرات، كما أن ارتفاع تكلفة إنشاء السكك الحديدية يكون عائقًا أحيانًا وغير مجدٍ -اقتصاديًا- أحيانًا أخرى إلا أنه تبنى شبكات السكك الحديدية من قبل حكومات الدول لأسباب عديدة من أهمها ربط المجتمعات في مختلف مناطق الدولة وتخفيض الأعباء المالية على المسافرين وعلى التجار في نقل البضائع وهو استثمار طويل المدى.

إن مشاريع السكك الحديدية تعتبر من أهم وسائل الاتصال والتواصل بين الشعوب وإن المملكة العربية السعودية في رؤيتها المستقبلية قادرة على إنشاء هذه المشاريع العملاقة والتي ستعالج صعوبات التنقل بين المدن رغم توفر شبكة الخطوط البرية إلا أنها لازالت نسبة مخاطرها أكبر وتكاليفها أكبر، فهل يا ترى سنرى قريبًا المشروع العملاق للسكك الحديدية لربط العاصمة الرياض بالعاصمة المقدسة مكة المكرمة؟، وهل سنحلم مع أهل الجنوب بخط السكة الحديدية جازان - مكة المكرمة مرورًا بمنطقة عسير لتكتمل منظومة السكك الحديدية التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب؟.

أجزم -إن شاء الله- سيتحقق هذا الحلم أسوة بالحلم الذي تحقق في قطار الحرمين والذي طال انتظاره منذ تأسيس الدولة السعودية وقد تحقق -بحمد الله وفضله-، آمل أن تتحقق الخطوط الرئيسة الأخرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وبدعم ومساندة تمويلية من صندوق الاستثمارات السعودي وذلك حسب الخطة الإستراتيجية لوزارة النقل ضمن رؤية 2030 التي تطمح إلى أن يزيد طول السكك الحديدية في المملكة الى 9200 كيلومتر.

كاتب اقتصادي سعودي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store