Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

ألف نتنياهو جديد وألف بايدن وتبقي القدس عاصمة فلسطين

إضاءة

A A
يستمر القصف أو يتوقف، وتبقى القضية هي القدس لا غزة!، ومع الاحترام التام لغزة ومن سقطوا فيها شهداء من الأطفال والشيوخ والنساء، طيلة الأيام الماضية وربما اليوم وغداً وبعد غد، تبقى القدس هي القضية في كل الأيام والشهور والأعوام!

لقد بدا الأمربالفعل لأي مراقب، وكأن أمريكا ومجلس الأمن، يطلان كل يوم وساعة من كوة موصدة على نتنياهو ليسألاه: خلاص! فيرد: لسه! يدمر أكثر، فيسألانه: خلاص؟! فيجيب: لسه! ومن الواضح كذلك أن دولاً أوربية تنظر إليه من كوة أخرى مناشدة إياه: ياعم خلصنا!.

ربما كان ذلك وراء انجذابي الشديد لكلمة وزير الخارجية السعودي الذي قالها بوضوح: القدس الشرقية أرض فلسطينية، وحل القضية هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس!

والحاصل أنني تابعت باهتمام كل كلمات وزراء الخارجية العرب تحديداً في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، حيث تكاملت الأدوار، وبدت الكلمات لأول مرة منذ فترة طويلة تكمل بعضها بعضاً فيما يشبه التنسيق.

سيقول البعض إنها مجرد كلمات، لا تغني ولا تسمن من جوع، وسيقول آخرون إنها جاءت استجابة لنداءات الشعوب، واستيعاباً لغضبها، وأقول: وهل هناك أفضل وأصدق من ذلك؟!، وهل من العيب على سبيل المثال لا الحصر أن يغضب الناس في مصر، فتهب القاهرة لنجدة ونقل وعلاج المصابين في غزة؟!، وهل من العيب أن يثور الناس في الأردن فيؤكد وزير خارجيتها أن المنطقة كلها لن تنعم بالاستقرار ما لم يتم منح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه؟!.

والمهم في كل الأحوال أن هذه اللغة القوية في التعامل مع القضية والتي غابت كثيراً أو قليلاً قد عادت بقوة، والأهم أن القدس باتت حديث الجميع باعتبارها عاصمة فلسطين.

على الجانب الآخر، ولأول مرة، يعلو الموقف العربي تجاه القضية على حساب الأخطاء الإسرائيلية!، ففي كل مرة كانت إسرائيل تعبث وتقتل وتدمر، مستغلة الأخطاء والثغرات في الموقف العربي، أما الآن فقد تكفل نتنياهو بتقديم الخدمة تلو الأخرى، بدءاً من الاعتداء على حرمة المصلين في المسجد الأقصى، الى قتل النساء والأطفال في الشقق السكنية، مروراً بتهجير الأهالي من بيوتهم في حي الشيخ جراح.. هكذا سمح نتنياهو لقضية القدس لأن تتحدث عن نفسها في كل البيوت الأوربية والأمريكية بما فيها البيت الأبيض!

إنه البيت الذي قال ساكنه السابق دونالد ترامب إن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل، وقال ساكنه الحالي جو بايدن إن القدس الشرقية تظل قضية خاضعة للتفاوض بين الطرفين!

لقد كان الخطأ الأكبر لنتنياهو هو السماح بإظهار إسرائيل بهذا الشكل المهترئ أمام العالم، وهو خطأ كان وما يزال كفيلاً بإزاحته عن السلطة.

أعرف أن في اسرائيل ألف نتنياهو جديد، وفي أمريكا ألف رئيس صهيوني جديد، لكني وملايين العرب والمسلمين والمنصفين في العالم كله، باتوا يدركون أكثر من ذي قبل أن القدس ستعود قريباً أو بعد حين، ولو كرهت إسرائيل كلها، وهي صغيرة جداً وهشة جداً بمفاهيم الدولة، ولو كرهت الولايات المتحدة التي تصغر كل يوم أمام العالم بمفاهيم الانحياز للظلم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store