Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

المخدرات والسياسة في عهد الوزير شربل!

A A
حتى وقت قريب كان من الصعب الربط بين مهنتي الزراعة والرعي -وهما أشرف المهن منذ بدء الخلق- وبين المخدرات، وكذا بين السياسة وبين الرمان والبطاطا! ثم كان ما كان وجاء وزير خارجية لبنان الذي كان من أعرق الدول العربية إنتاجًا أو إفرازًا للدبلوماسية، ليؤكد الربط الوثيق بين المخدرات والتصريحات!

في حالة المخدرات الزراعية، سعت السلطات اللبنانية، ومازالت تسعي لإزالة آثار فضيحة الرمان المدوية، لكن أحدًا لا يضمن تكرارها طالما مضى الحال على ما هو عليه من انتهاكات وتدخلات خارجية تتحكم في المنافذ بل وفي الموانئ والمطارات! وفي حالة مخدرات الدبلوماسية استقال الوزير المسيء للأمة العربية من المحيط الأطلسي وتحديًدا من موريتانيا، إلى الخليج العربي، لكن أحدًا لا يضمن كذلك توقف هذا التعاطي المشين والمؤسف للأخلاق والقيم والصفات العربية!

المدهش بل المؤسف أن فضيحة مخدرات الرمان كانت في صناديق، ولولا يقظة مسؤولي الجمارك، لمرت في طريقها لإتلاف العقول، أما فضيحة مخدرات السياسة فكانت مكشوفة وعلى الهواء!

والمثير أن شربل عندما كان يشربل على الهواء لم ينس أن يشير إلى الزراعة! فهم الذين زرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر.. دقق معي في اختيار المصطلحات وأسماء المدن، لتعرف على الفور نوعية الهوى أو المزاج ولا أقول الصنف السياسي الذي ينتمي إليه!

والمضحك المبكي، أن تقول أعلى السلطات هناك أن هذه التصريحات لا تعبر عنا، ومن ثم فان هذا الوزير المشربل لا يمثل إلا نفسه! تخيل معي وزير خارجية يصرح لنفسه، ولا يمثل إلا نفسه، فما بالك لو تركوه يهذي مرة ثانية وثالثة، دون أن ينتبه له مسؤولي المكافحة والمنافحة عن وجه لبنان العربي الذي يتعرض للتشويه؟!

أتحدث عنه عما نطق به شربل عن زرع داعش، وليس عن استخدامه المريض لأجمل وأنبل ما بقي للعرب من قيم النخوة والصبر والشهامة ومن أخلاق الرجولة والحق والعزة ومن أوصاف الفطرة والنقاء والفروسية والكرامة.

تنتشر التفسيرات والتحليلات والتأويلات في لبنان، عن الذي جرى وكان، من وزير الغفلة، لكن الشيء المؤكد أن الوزير الذي قال «أنا في لبنان ويهينني واحد من البدو» في إشارة للباحث سلمان الأنصاري، سيجد في كل مكان يذهب اليه ألف أنصاري يقولون له: «يا عيب الشوم»!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store