Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الطفل الفلسطيني الرقم الأصعب في بنك الأهداف الصهيوني!

إضاءة

A A
هل سمعتم أو قرأتم تصريحاً لأحد القتلة يعتذر فيه عن قتل طفل؟!، هل شاهدتم أحد السفلة يبكي مثلاً على مصرع طفلة؟!. الاجابة بالطبع لا، والتفسير الواضح الذي بات لا يقبل الشك هو أن أطفال فلسطين هم الهدف الثاني إن لم يكن الأول في بنك الأهداف الصهيونية!

لقد نجح الاحتلال في سرقة الأرض، وسرقة البيوت، وسرقة المزارع والبساتين، لكنه عجز عن سرقة عقول أطفال فلسطين!، ولأن ذلك كذلك سيظل الطفل هدفاً أبرز لأنه ببساطة يعني المستقبل!.

قال الشاعر الفيلسوف محمد عفيفي مطر ذات يوم وهو يسامر الأطفال كي لا يناموا!.. أطلق أمامكم بعض اليمام الذي عشش في قلبي، وأغريكم باصطياده.. حياة الأمة كلها هي آفاق طيرانه.. وأملي أن تداوروه بشباك الفهم الكادح، وسهام الذكاء اليقظ المتوقد.. هذا هو سر الرهان بيننا، فأينا سيخذل الآخر ويهرب من صعوبة الرهان؟!.

وأجيب هنا فأقول: إن لدينا في فلسطين أولاداً وبنات، لم يكتفوا باصطياد فراشات الأحلام، بل حققوا ما لم يحققه رجال في شهور وأعوام!، لدينا هناك، طفل فلسطيني يخرج الى الشارع ليواجه الصلف والغرور والجبروت والعنف المقيت بصدره الناحل وبسلاحه البسيط. لدينا هناك طفل فلسطيني يولد كبيرًا وممسكًا بالمقلاع والحجر!.

تذكرت ما كتبته هنا ذات يوم عن الطفلة الفلسطينية عهد التميمي هل تذكرونها؟! علها الآن في سن الزواج تنتظر العريس المقاتل!

كتبت تحت عنوان مشكلة «عهد التميمي» اسمها فلسطين! إن مشكلة الفتاة ليست في المعتقل، ولا في الحرمان من سنوات الدراسة! المشكلة أنها لم تجلس لتنتظر قرار مجلس الأمن ولا قرار الجمعية العامة ولا صفقة القرن! مشكلة «عهد» أنها أدركت أن الانتظار لنتائج المجالس وخُطب المجالس لن تُفيد ولن تُعيد المدينة المقدسة.

لقد كانت مشكلة «عهد التميمي» أنها سألت نفسها أثناء سير الحصة: ماذا تفيد الكلمات اليائسة والصيغ البائسة، ومطأطئو الرأس لا يملكون إلا المفردات المرتبكة والمواقف الناعسة.

ولأن وجه «عهد» لم يعرف الأصباغ بعد؛ فقد بقي كلون الدم الحر.. عزة نفس في مسقط الرأس.. تدرك الصغيرة أن الشهداء ينتظرون في الحديقة حتى تحين لحظة الحقيقة.

وقلت حينها وأراني أرددها: يا أطفال فلسطين ويا كل الأطفال.. «عهد» تريد أن تقول: إنك لو طأطأت رأسك بعت.. ولو طأطأت أكثر قالت عنقك: سيدي القاتل المغتصب.. هيت لك!

يا صغار الوطن الواقف كالسيف.. طويلًا.. ورهيفًا.. أسمعونا لغة أخرى.. خذونا قمرًا يمشي على الأرض.. وكفًا ورغيفًا.. ارسموا فوق خراب القهر فجرًا.. شارة النصر، وكونوا برقنا الآتي.. رسولًا للمطر..فالرهان الآن في قبضة طفل.. صاح: لا، وهو يحيي مجدنا.. مجد الحجر!

كنت أعيد قراءة حاتم الصكر، عندما أرسل لي صديقي الفنان التشكيلي الدكتور سامي البلشي لوحته الأخيرة عن أطفال فلسطين، واعدًا بالمزيد.. لقد أصبح سامي ظلي، وصوتي المجاهر عندما يعز الكلام!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store