كلنا يتذكر الشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان، ولا يخفى على من صلى خلفه تميزه بحسن صوته وجهوريته وخطبه التي كانت تعالج الأمور الوقتية وتتسم بالسلاسة وإيصال الفكرة التي يريد أن يوصلها بطريقة مشوقة يرتاح لها السامع دون ملل، وكان رحمه الله يتميز بالخشوع عند تلاوته لكتاب الله عز وجل.
والشيخ عبدالله الخليفي بدأ إمامة المصلين وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره في أحد مساجد البكيرية وأصبح يجذب الكثير من المصلين لعذوبة صوته وحسن تلاوته، بعد ذلك انتقل لإمامة المصلين في مسجد النملة فذاع صيته بين أبناء المنطقة الذين كانوا يحرصون على الصلاة خلفه إضافة إلى أن الكثيرين يأتون من مناطق أخرى للصلاة خلفه، فذكر ذلك بعض المقربين للأمير فيصل بن عبد العزيز آنذاك رحمهم الله فاستدعاه معه كإمام في مدينة الطائف عام ١٣٦٥هجرية. وبعد أن ذاع صيته أعجب به الشيح عبدالله بن حسن آل الشيخ فطلبه من الأمير فيصل ليكون إماماً مساعداً للشيخ عبدالظاهر أبو السمح رحمه الله، في المسجد الحرام.
واستمر الشيخ الخليفي حتى توفي الشيخ عبدالظاهر وأصبح إماماً رسمياً للمسجد الحرام عام ١٣٧٣ وكان يصلي بالناس الفروض الخمسة والجمعة والتراويح والقيام حتى توفي رحمه الله. عرف عنه زهده وحبه لأعمال الخير وبذل كل ما يستطيع في صالح الدعوة وقضاء مصالح الناس.
الباحث الأستاذ ناصر الحميدي يقول عن الشيخ الخليفي: « كان رجلاً متواضعاً لين الجانب له هيبة ووقار حازماً في الأمور الدينية يمتاز بصراحته المعهودة رقيق العواطف لا يحتمل أن يرى الدموع فكانت دمعته تسبق كلامه».. انتهى ونتذكر في الإذاعة كانت للشيخ الخليفي مشاركات إذاعية في إذاعة نداء الإسلام وكان له برنامج دروس في الفقه الإسلامي وله مصحف مرتل بصوته يذاع من خلال إذاعة القرآن الكريم، وكانت له مساهمات منها الخطابة والتدريس في المسجد الحرام وفي مدارس وزارة المعارف حيث عين عام 1372هـ مدرساً للعلوم الدينية في الثانوية العزيزية في مكة المكرمة بعد ذلك مديراً للمدرسة العزيزية الابتدائية وبعدها مديراً لمدرسة القرارة الابتدائية ثم أنشئت مدرسة جديدة بحي المعابدة وهي مدرسة حراء الابتدائية فطلب الانتقال إليها فانتقل مديراً لها، كما عين ملاحظاً على المدرسين في المسجد الحرام.
لقد عُرف رحمه الله بخشوعه أثناء الصلاة وعند الدعاء حتى أطلقوا عليه مبكي الملايين.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
