Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

توقف إطلاق النار.. وماذا بعد؟!

A A
الجولة الأخيرة من أجل الصراع على فلسطين وماذا بعد؟ لم تتم الإجابة على هذا السؤال منذ وعد بلفور المشؤوم في عام 1917م من القرن الماضي وما تلاه من مسلسل الجريمة والعقاب ضد الشعب الفلسطيني. والحقيقة المطلقة أنه في كل جولة من جولات الصراع النتيجة واحدة قتل وتشريد بالجملة للمدنيين والجانب الفلسطيني الخاسر الأكبر.. لأن الحرب غير متكافئة.. والقرار الدولي معطل بسبب الانحياز الأمريكي لصالح الجانب الإسرائيلي ولا أحد يستطيع ادعاء خلاف ذلك.. والأسباب واحدة إرهاب الدولة وقوة جبارة ضد مقاومة شعب أعزل ومنظمات فلسطينية محاصرة من كل الجوانب مزقتها صراعات داخلية تصب في صالح العدو وتنعكس سلبًا على حياة الشعب الفلسطيني لأن وحدة القرار بين الفصائل مفقودة.

المتابع والمراقب لكل مراحل الصراع على فلسطين يشهد كيف تتم عبثية الصراع عندما تتكرر المآسي ولم يوجد لها حل جذري وكلما يقدم الضحية تنازلات يبطل مفعولها لأن هدف المعتدي لم يتحقق.

إستراتيجية العنصرية والتطهير العرقي الممنهج التي تتبعها إسرائيل تخالف كل القوانين والأعراف والممارسات الإنسانية ومنطق التاريخ يفضي بأن مآلها إلى الفشل لأن الإنسان الفلسطيني يرفض الاستسلام مهما كلفته التضحيات وهي تضحيات غالية.. فقد أرواح بالجملة وأرض بدون حدود. ومنطق التاريخ يقول بأن الشعوب في نهاية المطاف تنتصر. فيتنام والجزائر والقائمة تطول شواهد لا جدال في صحتها.

المعضلة الكبرى التي تؤثر على النضال الفلسطيني في المرحلة الحالية هي اصطفاف المقاومة مع جهات خارجية ضد عمقها العربي تحديدًا.. إيران وتركيا اللتان تُزايدان على القضية لتحقيق مصالح خاصة تتعلق بطموحات الهيمنة على المنطقة بكاملها مُستخدمة الصراع مع إسرائيل على فلسطين مخلب القط الذي تزعم أنه سيمكنها من تحقيق أهدافها. من أهم نتائج الجولة الأخيرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية إنها أعادت وضع خارطة القضية إلى طاولة الحوار الدولي بقوة متجددة وحركت المقاومة داخل الضفة الغربية بانتفاضة تهدد ولكنها لم تصل إلى وحدة الصف بالشكل المطلوب وإعلامها قليل الأثر لأنه محاصر من وكالات الإعلام التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية. الموقف العربي مع الأسف في أسوأ حالاته لأن كل دولة لديها مشاكلها وحساباتها الخاصة وعدم وحدة الصف الفلسطيني محبط لكل المهتمين والمتعاطفين والداعمين الحقيقيين للشعب الفلسطيني وهذا الإحباط ما يجب على قيادات غزة وغيرها فهمه جيدًا حتى يتم نزع فتيل المتاجرة بالقضية والتركيز على حل جذري بدلاً من الاستمرار في جولات فاشلة إستراتيجيًا... قتل وتدمير والمطالبة بإعادة البناء من جديد والعدو في كل جولة يحقق انتصارات جديدة والدليل أن وقف إطلاق النار بوساطة مصرية أمريكية بدون شروط وبدون لوم على أحد الأطراف وبدون قرار من مجلس الأمن بعد كل القتل والدمار الذي شهده العالم خلال أسبوعين خلال بث مباشر على شاشات التلفاز العالمية خلال أحد عشر يوماً...!

وخلاصة القول في هذا المقام إن الجولة انتهت -باتفاق شفهي لا يذكر القدس وحي الشيخ جراح نقطتي الاشتعال- بدون حساب وعقاب وبدون خارطة طريق للمستقبل سوى التخطيط الإسرائيلي للجولة القادمة وبدون تعويضات مادية ومعنوية لأهل الضحايا من الشعب الفلسطيني..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة