Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

هل نحن أمام ولادة دولة فلسطينية؟

A A
قتلُ أهلنا في غزة، وتهديم المباني على رؤوس ساكنيها من المدنيين العزل، من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، وتدمير البنى التحتية، وتدمير المدارس وغيرها، من قبل إسرائيل لا يمكن قبوله مهما كانت المبررات. فاللوم، في المقام الأول، يقع على إسرائيل من خلال إخلاء حي الشيخ جراح، في القدس الشرقية، لصالح جمعيات استيطانية إسرائيلية. إذن الشرارة الأولى انطلقت من إسرائيل. فإسرائيل تثبت يوماً بعد يوم بأنها دولة احتلال، بل دولة استعمارية تريد الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية العربية، وتريد في الوقت ذاته السلام على طريقتها الخاصة؟!.

حماس من جهتها دفعت إسرائيل لقتل أهلنا في غزة، من خلال إطلاق صواريخ، وطائرات مسيرة جلبتها من إيران، وبذلك فهي قد انفردت بالمشاركة مع (الجهاد) باستفزاز إسرائيل في موضوع يخص السلطة الفلسطينية، ورئيسها محمود عباس، دون التنسيق والرجوع إلى السلطة الفلسطينية، الممثلة الوحيدة للشعب الفلسطيني، وذلك تنفيذاً لأجندات إيرانية، والمثل العربي يقول لنا «إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ الناس بالحجر»!.

من هنا نستهل مقالنا الأسبوعي لكي نقول لإسرائيل ومن يدعمها، أن المملكة العربية السعودية لديها موقف ثابت لا يمكن أن تتزحزح عنه وهو «إقامة دولة فلسطينية، على حدود 67، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وفق مبادرة السعودية في القمة العربية، في بيروت عام 2002، والتي حصلت على إجماع عربي، ومن خلال هذه المبادرة العربية سوف يتم التطبيع مع إسرائيل، والعيش بسلام معها.

المؤشرات التي نلحظها والتصريحات التي نقرأها بدقة ككتاب رأي، وكمهتمين في الشؤون السياسية، ومن خلال تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة، أننا أمام «بوادر أمل» لإقامة دولة فلسطينية، لكي يتعايش العرب واليهود بسلام جنباً إلى جنب، وبخاصة أن وزير الخارجية الأمريكي سوف يصل خلال أيام إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، لمقابلة وزير خارجية إسرائيل، ووزير خارجية فلسطين. موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية لا يمكن لأحد أن يزايد عليه، منذ تأسيسها على يد الموحد والمؤسس لهذه الدولة السعودية العظمى، طيب الله ثراه، الملك عبدالعزيز.

حماس وغيرها من الفصائل عليهم أن يعوا جيداً ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، والانخراط في العمل السياسي، لتوحيد الموقف والقرار الفلسطيني، حتى لا يخدموا إسرائيل، ويعطوها الفرصة بأن تلعب على «الانقسام» الفلسطيني، والذي مارست اللعب عليه لعقود طويلة، لكي تقول إسرائيل للعالم أن ليس لديها شريك حقيقي للسلام. إسماعيل هنية عليه أن يعي جيداً أن استفزاز الدول العربية وتمجيد إيران ليس في صالح أحد، فالسعودية تتعرض للقصف من قبل الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الحوثيين، والتي تأتيهم من إيران، ويطلقونها على الأماكن المقدسة، ولقتل أهلنا في الجنوب. ونقول إن عليهم ومن يقف معهم أن «يضبطوا ألسنتهم» من التصريحات المسيئة والمشينة، والتي لا تجلب لحماس إلا العداوة والكراهية.

لا بد أن تدرك حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية أهمية انضوائها في العملية السياسية في ظل السلطة الفلسطينية والسير بخطوات جادة لإنهاء الانقسام الفلسطيني وأن لا تكون حكومة داخل حكومة حتى لا تبقى هي المعرقلة لدولة فلسطينية قابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، لها حدودها جنباً إلى جنب مع إسرائيل، تقوم بواجباتها لرعاية مصالح الشعب الفلسطيني، وإدارة مؤسساته بشكل ديموقراطي بعيداً عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وعن سياسة المحاور والاستقطابات والتبعية الخارجية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store