Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

إيه حكاية كورونا؟

A A
هل سنعرف حقاً ما الذى تسبب في انتشار وباء كورونا القاتل وكيف حدث ذلك؟.

الأميركيون يلمحون وأحياناً يصرحون بأن كورونا تسلل من معهد يوهان للفيروسات بالصين بينما الصينيون يرفضون قبول هذه النظرية ويقولون إن الأسباب (عادية) وأن الخفاش مسؤول مباشرة عن انتشار الوباء، ولم يقتنع، كما يبدو، الرئيس الأميركي جو بايدن بحجج أي من الفريقين، وطالب بإجابة مبنية على العلم لا التخمين، وأمر إدارته بتحقيق عاجل في مصدر وباء كوفيد – 19، وقال إنه سيعلن النتائج للرأي العام، وإن كان أضاف بما مفاده أنه سيعلن النتائج ما لم يكتشف شيئاً في التقارير التي سترفع اليه يمنعه من ذلك ولا يعلمه الآن. وأعطى مهلة تسعين يوماً لإدارته حتى تقدم تقريراً نهائياً في هذا الأمر قد يؤدي الى تسليط الضوء على حقيقة أصل هذا الوباء. ويقوم الكونجرس الأميركي بتحقيقاته الخاصة في نفس الوقت استهدافاً لتبيان الحقيقة، كما أعلن، حتى يمكن في المستقبل الحماية من تكرار ما حدث.

الصينيون يعتبرون ما يجري مجرد حملة دعائية يقوم بها الأميركيون موجهة ضد الصين، للتشكيك في قدراتها وكذلك صدقها وخاصة ادعاء المشككين الأميركيين أن الوباء تسرب من معهد يوهان، واصفة الأمر بأنه مجرد دعاية. ومن المتوقع أن لا تتعاون الصين مع التحقيقات الأميركية التي أمر بها الرئيس الأميركي.

من الواضح أن هناك علاقات أميركية مع معهد يوهان للفيروسات وتعاوناً فيما بين هيئات في البلدين تشارك في أبحاث تتم بالمعهد عن الأوبئة وأنواع متعددة من الكورونا، وواجه مستشار البيت الأبيض البارز إعلامياً في مجال الوباء، الدكتور أنتوني فوشي، اتهاماً خلال تحقيقات الكونجرس بأنه يقوم بتغيير أقواله وتصريحاته حول الوباء ومصادره. وعبر بعض أعضاء الكونجرس، خاصة من أعضاء الحزب الجمهوري، عن شكوكهم في الدكتور فوشي بسبب تغييره أقواله العلنية عن أسباب الوباء. ويرأس الدكتور أنتوني فوشي المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، وأجاز تمويلاً للأبحاث التي تتم في معهد يوهان للفيروسات. وخلال استجوابه في الكونجرس عن هذا التمويل قال الدكتور فوشي إنه لا يعرف كيف صرف المعهد الصيني تلك الأموال.

بعض المعلقين الأميركيين من صحفيين وأساتذة جامعات وباحثين يعملون في مراكز أبحاث متعددة أخذوا يعدون قائمة اتهام للصين حتى قبل أن تصل التحقيقات التي يقوم بها الكونجرس والبيت الأبيض الى نتائج، ويتهمون الصينيين بأنهم يخفون الحقائق ويتسترون على كيفية انتشار الوباء وتاريخ بداياته، وبالتالي يطالبون بمعاقبة الصين، وهو قول يثير الحيرة عندما نرى حجم الصين الضخم في الاقتصاد العالمي، وخاصة الأميركي والأوربي، (صادرات الصين في شهر أبريل الماضي، زادت بحوالي 43 بليون دولار عن وارداتها).

من المرجح أن لا تصل التحقيقات الأميركية في مصدر وباء كوفيد- 19 الى نتائج شافية ما لم تتعاون الصين وبشفافية مع الأميركيين، وهذا أمر غير ممكن وسط جو عدم الثقة الذي تزايد في عهد إدارة جو بايدن الحالية. ويدعي بعض المعلقين الأميركيين أنه بالإمكان جمع معلومات كافية عبر التقارير الاستخبارية والحصول على معلومات من أطراف أميركية تعاونت مع معهد يوهان للفيروسات، مثل الدكتور أنتوني فوشي.. وهي حجة من الصعب الاقتناع بها لأن أي معلومات يتم الحصول عليها بهذا الشكل ستكون محدودة ولن تؤدي الى معرفة الحقيقة كاملة، ما لم تصادق عليها الصين، وستخرج أميركا من تحقيقاتها بالحديث عن احتمالات وليس حقائق جازمة ستكون مادة لحملات صحفية قادمة تسعى لتشويه صورة الصين وكفاءتها. وهناك احتمال وإن كان ضعيفاً بأن يسعى الصينيون بعد نشر الأميركيين نتائج تحقيقاتهم، الى تكوين لجنة دولية مقبولة لكشف الحقائق التي يرونها، وهذا احتمال ضعيف أيضاً في جو عدم الثقة السائد بين القوى الكبرى هذه الأيام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store